كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

مـنـديـلان من حـريـر الـكـلـمـات

      (1) حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
يـبـردُ جـمـرُ الـ " آهْ " ..
ويـفـرش الـرّبـيـعُ لـيْ سـريـرَهُ
فـيـنـثـرُ الـوردُ عـلـى وسـادتـي
 شـذاهْ
وتـنـسـجُ الـضـفـافُ لـيْ
ثـوبـا ً مـن الـمـيـاهْ

ومـن حـريـر عُـشـبـهِ
تـنـسـجُ لـيْ حـقـولـهُ مَـلاءة ً ..
ويـضـفـرُ الـصّـبـاحُ لـيْ
أرجوحـة ً ضـوئـيّـة َ الـحِـبـال ِ مـن ضُـحـاهْ

والـلـيـلُ
يـغـدو ضـاحِـكـا ً دُجـاهْ

فـيـجـلـسُ الـطـيـرُ إلـى مـائـدتـي
مُـنـادِمـا ً هـوادجَ الـغـنـاءِ فـي
قـوافـلِ الـشّـفـاهْ

حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
يـهـربُ مـن فـصـولِـنـا الـخـريـفُ
تـرتـدي الـرّبـابـاتُ الـمـواويـلَ
يُـقـيـمُ الـعـشـقُ مـهـرجـانـهُ ..
فـكلُّ  خِـلٍّ
يـلـتـقي خـلـيـلـهُ ..
وكـلُّ صـبٍّ
يـلـتـقـي نـجـواهْ ..

يُطِـلُّ " قـيـسٌ " راكـبـا ً جـوادَهُ
وخـلـفـهُ " لـيـلاهْ " ..

و " عـروةُ بن الـوردِ " يـأتـي راكـبـا ً سـحـابـة ً
تـقـودُهـا " عـفـراءُ " ..
و" الـضِّـلـيـلُ " يـأتـي شـاهـرا ً مـنـديـلـهُ
و " الـعـامِـريُّ " يـلـتـقـي " بُـثـيـنـة ً "
ويـلـتـقـي رُبـاهُ

صـبُّ الـفـراتـيـن ِ الـذي شــيَّـعَ
فـي مـنـفـاهْ

طـفـولـة َ الـنـخـلِ
وشـيَّعَ الـهـوى صِـبـاهْ  !

حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
يـجـيـئـنـي الـبـسـتـانُ
يـسْــتـحْـلِـفـنـي بـالـلـهْ

مُـلـتـمِـسـا ً فـسـيـلـة ً جـديـدة ً
تـحـفـظُ نـسْـلَ الـبَـلَـح ِ الـصّـوفِـيِّ
لـو أقـفـرَتِ الـحـيـاهْ

حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
تـكـشـفُ عـن أسـرارهـا الأسـرارْ

ويـفـتـحُ الـقـمـيـصُ لـيْ بـوّابـة َ الـفـردوسِ
عـبـرَ فـتـحـة الـزّيـقِ الـتـي
غـادرَهـا الـخِـمـارْ

نـسْـتـبـدِلُ الأدوارَ :
شـهـرزادُ تـسْـتـلـقـي عـلـى سـريـر صـدري
وأنـا  الـراويـةُ الـسـاحِـرُ شـهـريـارْ

أقـصُّ ألف قـبـلـة ٍ وقـبـلـةٍ عـلـيـكِ
حـتـى يـطـلـعَ  الـنـهـارْ

فـأقـطـف الـقـرنـفـلَ  ..
 الـبـنـفـسـجَ ..
الـسَّـفـرجَـلَ ..
الـتـفـاحَ ..
والـجُـمّـارْ ..

وأجـمـعُ الـفِـضَّـة َ ..
والـيـاقـوتَ ..
والـسُّـنـبـلَ 
فـي كـأسِ فـمـي  ..
يـسـيـلُ مـن أصـابـعـي الـضـوءُ
ومـن حـنـجـرتـي الأشـعـارْ

حـيـن تـكـونـيـن مـعـي
تـفـيـقُ مـن سُـبـاتِـهـا
الأمـطـارْ

تُـخـرِجُ لـيْ لـؤلـؤهـا
الـبـحـارْ

وتُـصْـبـحُ الـضـحـكـةُ قـنديـلا ً
يُـضـيءُ الـدارْ

         ** 

        (2)  يحدث في خيالي

 
سـيّـدتـي الـبـتـولَ
يـا مُـسـرفـة َ الـدَّلال ِ :

لا تـأخـذي بـمـا  يـقـولُ عـاشِــق ٌ
فـي لـحـظـة ِ انـفـِعـال ِ ..

قـلـبـي ـ وإنْ أغْـضَـبْـتِـه ِ ـ لـمّـا  يـزلْ
طـفـلا ً بـريءَ الـقـوس ِ والـنِّـبـال ِ !

لـسـتُ الـذي يُـمـكِـنُ أنْ يـنـتـهِـرَ الـنـهْـرَ
وأنْ يـغـضـبَ مـن تـشـبُّـثِ الـجـبـال ِ ..

هـل يـزعـلُ الـعـصـفـورُ مـن سـمـاحـةِ الـبـيـدَر ِ ؟
والـزَّهـرُ مـن الـرَّبـيـع ِ ؟
والـصّـقـرُ مـن الأعـالـي ؟

لا تـأخـذي بـمـا يـقـولُ عـاشـقٌ
أغْـضَـبَـهُ أنّ الـتـي هـامَ بـهـا
عـصِـيَّـة ُ الـوصـال ِ !

يـحـدِثُ
أنْ أشـيـدَ فـي خـيـالـي

مـنـارة ً فـرعـاءَ مـثـلَ جـيـدِك ِ الـنـائِـم ِ
خـلـفَ  بُـرقـع ٍ وشـال ِ !

يـحـدِثُ أنْ أجـعـلَ مـن عـيـنـيـكِ
قـنـديـلـيـن ِ
فـي مُـعْـتـكـفِ ابـتِـهـالـي ..

يـحـدِثُ أنْ
أزرعَ
فـي خـيـالـي

حـديـقـة ً فـوق سـهـول ِ الـخـصْـر ِ يـاحـبـيـبـتـي
يُـحـيـطـهـا  بُـسـتـانُ بُـرتـقـال ِ ..

يـحـدثُ أنْ أنـسـجَ
فـي خـيـالـي

ثـوبـا ً مـن الـعـشـب ِ..
ومـنـديـلا ً مـن الـهـدبِ ..
وشـالا ً  مُـزهِـرا ً مـن ورَقِ الـدّوالـي ..

يـحـدثُ أنْ أجـعـلَ مـن يـديـكِ
فـي خـيـالـي

سـورا ً
يـقـيـنـي مـن ذئـابِ وحـشـة ِ الـلـيـالـي ..

يـحـدثُ أنْ أسـوقَ نـحـوَ بـيـتِـكِ
الـنُّـوقَ الـعـصـافـيـريَّـة َ ..
الـغـزلان َ ..
والـهـوادجَ الـتـي تـئِـنُّ تـحـتـهـا  جِـمـالـي .. !

يـحـدثُ أنْ تُـسـافـري يـومـيـن ِ عـنـي
فـأحَـطِّـم الـكـؤوسَ كـلـهـا
وأعـلِـن الإضـرابَ عـن كـتـابـة ِ الـشـعـر ِ
وعـزفِ الـعـود ِ
والـجـلـوسِ فـي حـديـقـتـي الـوارفـة ِ الـظِـلال ِ .. !

يـحـدثُ أنْ تـزفَّـكِ الـبـحـارُ لـيْ حـوريَّـة ً
يـرمـي بـهـا الـمـوجُ إلـى
رمـالـي ..

يـحـدثُ فـي خـيـالـي

أنْ تـزعـلـي مـنـي
لأنـي لـمْ أقـبِّـلـكِ مـسـاءً
غـيـرَ ألـفِ قُـبـلـة ٍ ..
يـحـدثُ أنْ أكـتـبَ فـي خـيـالـي

قـصـيـدة ً
تـعـجـزُ أبـجـديّـتـي عـن نـقـلِـهـا
مـن مـرجَـل ِ اشـتِـعـالـي  ...

يـحـدثُ أنْ يُـجْـلِـسَـنـي  خـيـالـي

عـرشَ الـمُـنـى  ..
يـجـلِـسُ عـن يـمـيـنـيَ الأطفـالُ والـطـيـورُ
والـمـلـوكُ عـن شـمـالـي ..  !

وكـلّـمـا صـفـقْـتُ كـفـي
يـقِـفُ الـمـاردُ  مابـيـن يـدي
مُـلـبِّـيـا ً ســؤالـي !

يـحـدثُ فـي خـيـالـي

أنْ أهـزمَ الـطـغـاةَ ..
والـعُـتـاةَ ..
والأبـاطِـرةْ

وكـلَّ مـا فـي الأرض ِ
مـن جـبـابـرةْ

يـحـدثُ أنْ أطـهِّـرَ الـحـقـولَ
مـن كـلِّ الـجَـرادِ الـبـشـريِّ
فـي بـسـاتـيـن ِ الـفـراتـيـن ِ
وفـي " الـجـلـيـل " ..
" يـافـا " ..
وحـقـولِ " الـنـاصـرةْ " 

وأسْـرجَ الـخـضـرة َ فـي الـقـفـار ِ
حـتـى تـسْـتـحـيـلَ جـنّـة ً أرضِـيَّـة ً
ضـاحِـكـة َ الـسِّـلال ِ ..

يـحـدثُ أنْ أقـيـمَ جـسـرَ الـودِّ
بـيـن الـشّـاة ِ والـذئـب ِ
وبـيـن الـنـسـر ِ والـعـصـفـور ِ
بـيـن الـضّـبـع ِ والـغـزال ِ ..

يـحـدثُ فـي خـيـالـي

أنّ الـطّـواويـسَ الـتـي تـسـلّـقـتْ
سـقـيـفـة الـنِّـضـال ِ

تـخـرجُ مـن كـهـفِ الـتـنـازلاتِ
نـحـو شُـرفـة ِ الـنِّـزال ِ ..

يـحـدثُ أنْ أمـوتَ
فـي خـيـالـي

لـكـي أرى دمـعَـكِ
حـيـن يـحـفـرُ الـرِّفـاقُ لـيْ
حُـفـيـرَة َ الـزّوال ِ .. !!

يـحـدثُ أنْ أفـيـقَ
فـي خـيـالـي

عـلى صِـيـاحِ دِيْـكِ  جُـرحي
وصـدى سُـعـالـي

أو عـطـشـي
لـمـائِـك ِ الـزُّلال ِ !!

              ***

طباعة
2011/08/10
3,589
تعليق

التعليقات

يوجد 6 تعليق على هذا المقال.

1
يحيى السماوي من استراليا •

شكر ومحبة

أخي الأديب د . مسلم البديري : محبتي الأخوية وودي ..

أشكر لك بخور حسن ظنك بأبجديتي ...

تمنياتي لك بالعافية والمسرة والرغد . دمت مبدعا .
2
د.مسلم بديري من العراق •

ابداع

جميل ما يكتبه الكبير السماوي لان روحه عذبة ومعطائة له كل المنى والتحايا
دمت بودي
3
يحيى السماوي من استراليا •

محبة وامتنان

أخي العزيز عراقي

رمضان مبارك ( ولو أن وزارة كهرباء عراقنا الجديد جعلت من هذا الشهر الفضيل شهر معاناة ) ..

شكرا لعطر ذائقتك ...
سيّجكم الله بملائكة لطفه ورعايته .