صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

وَطنيتهم .. زُجَاجَةَ خَمرٍ حَمرْاءْ ..!
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الوطنية إكتساب، لكن حب الوطن فطرة، وعلى هذا الأساس يميز المُدعي من غيره، كثيراً من يتغنى بشعارات الوطن وينمقها، لإستجداء عاطفة البسطاء من حوله، في الوقت الذي لا تجد لوطنيته رصيد، إذا ما أضرت بمصلحته وهواه، تصريحات رنانة تحكي عن حقوق الإنسان، وإحترام حريته وإرادته، نشهدها هذه الأيام، تعقيباً على قانون "حضر المشروبات الكحولية" في العراق، حتى صارت الوطنية تتقاطر مع لعاب أفواه الشيوعيين والعلمانيين على منصات البرلمان.! وكأنهم هم من يمثلون العراق ووطنيته وحرية شعبه!

لسنا بصدد تبرير صحة أو وقت التصويت على القانون، بقدر ما نريد أن نقول: إننا دولة إسلامية، ولابد أن يُحترم ويعامل دين الدولة على أنه "كائن" له حقوق وعليه واجبات، والحرية هي من مفردات ما يؤمن به ذلك الدين، شرط أن لا تتقاطع معه في الأسس والثوابت الصحيحة، من جهة أخرى قد يعطي هذا القانون مردود إيجابي، بعدم إنحراف المجتمع خلف بواعث الجريمة، التي قد تصادر حرية الكثير من مواطنيها، وعلى هذا الاساس يكفل الدستور حقوق الجميع.

لا أعتقد إنه وقت إبراز عضلات الوطنية المكتسبة"سيادة الشيوعيين" في تظاهرة تقودنها بالأمس، ضد هذا القانون، لماذا لم تكن لكم تظاهرة أو صولة ضد "داعش"مع الجزم على أنها تستهدف الإنسانية بمكونتها، وأنتم جزء منها، مرات عديدة يفشل البحث بالعثور على بندقية يسارية, أو شيوعية, في جبهات القتال للدفاع عن الوطن! الأستغراب الذي يضع خلفه الكثير من علامات الإستفهام، هل وطنيتكم بالدفاع عن وطنكم تقتضي تسليمه لجماعات إرهابية؟! تقتل الرجال وتستخدم الأطفال وتسبي النساء! أم الوطنية بنظركم هي الدفاع عن المشروبات الكحولية؟!.

إذا ما كانت وطنيتكم لاتصل لدرجة الدفاع عن الوطن! وليس فيكم إلا الشعارات الواهية، فلماذا تشنون حربكم الهوجاء ضد المسلمين؟ ومراجع وقادة ومجاهدي الحشد الشعبي؟ كم زف الشيعة من رجالهم وعلمائهم شهداء للوطن؟ وكم أعطى السنة من رجالهم؟ كم شيع المسيح والشبك والصابئة من أولادهم؟ كم إمرأة مثل "أميمة"؟ أنتفضت تجاهد بنفسها ومالها وبنيها، إلا أنتم وكأنكم نزلاء على الوطن! تتجمهر وطنيتكم بما يثملكم! ويرقص أجسادكم في ليلة حمراء، وتتلاشى بما يحفظ حقوق الوطن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/30



كتابة تعليق لموضوع : وَطنيتهم .. زُجَاجَةَ خَمرٍ حَمرْاءْ ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net