الحكيم والمالكي في مؤتمر الصحوة الاسلامية يشددون على انهاء الخلافات والتمسك بالحوار

 قال رئيس التحالف الوطني، عمار الحكيم، ان الدول الاسلامية وصلت الى القاع في خلافاتها وهي مطالبة بحوار جرئ وواقعي ينهي تخبطها السياسي وفشلها التنموي".

وذكر الحكيم في كلمته بالمجلس الاعلى للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية الذي انطلقت فعاليته اليوم السبت بغداد ويستمر الى الغد، ان "شعوبنا الاسلامية عموما وشعوب منطقة الشرق الاوسط خصوصا تواجه اليوم تحديات مصرية ستحدد ملامحها المستقبلية وان الدول الاسلامية مطالبة بالجلوس على طاولة حوار واحدة لمناقشة كل خلافاتها وهواجسها ومخاوفها والبدء بحوار ونقاش صريح وجريء واقع فان عالمنا تغير بشكل كبير ولم تعد اساليب الحوار والتواصل القديمة والتقلدية مجدية ونافعة في بناء حوار داخل مساحة الامة".
وأضاف "لقد وصلنا في عالمنا اليوم الى قاع الاختلافات والتقاطعات ونزفنا بما يكفي من الدماء والثروات واصبحت بلاد المسلمين محاصرة بالحروب والفشل التنموي والاجتماعي والتخبط السياسي ومع ذلك مازالت الشعوب الاسلامية حية ومتفاعلة وشابة وطموحة وما زال ابناء هذه الامة الكريمة صامدين بوجه كل الاعاصير التي تضرب وجوهم وعقيدتهم".
وتابع الحكيم "أننا في زمن الصحوة الاسلامية والانسانية، حيث يعمق الاسلام انسانيته وجماليته ويرسخ حضارية مشروعه للعالم وللانسانية بعيدا عن التحجر والتطرف والانغلاق".
وبين ان "تحدينا الاكبر اليوم هو تبيان انسانية الاسلام وجماليته وذوقه للعالم فقد تكفل المنحرفون والمتطرفون اظهار كل بشاعتهم وكراهيتم باسم الاسلام ان امة المليار ونصف المليار مسلم يمثل فيه الشباب ما لا يقل عن 70% من تعدادها فكيف للامة لاتنهض وهي تتكون من جحافل الشباب وكيف لامة لا تبدع وهي تمثل فتوة العالم والانسانية، لقد استغرقنا كثيرا في الجوانب النظرية ونسينا او تناسينا تقديم المصاديق والشباب يبحثون عن المصاديق والممارسات لانهم يبحثون عن القدوة".
وأشار الحكيم الى ان "علماء الامة هم الخط الاول في مشروع اعادة الوهج الانساني لمشروعنا الاسلامي العالمي وهنا تكمن المسؤولية الحقيقية للعمل الارشادي والتوعوي فمع هذا العالم المنفتح بعضه على البعض الاخر بثروة الاتصالات والتواصل لم تعد الكلمة محصورة في قاعة مسجد او جامعة او ندوة ثقافية او عقيدية وانما اصبحت الكلمة سفيرا حرا تطوف العالم في ساعات وتصل الى مسامع الملايين في ايام وتكون مخزونة في العقول مثلما هي مخزونة في ذاكرة هواتف ابنائنا وبناتنا".
ودعا رئيس التحالف الوطني ان "تكون الاصوات المموجة للكراهية والطائفية والعنصرية اعلى امن اصوات الصادقين المخلصين الذين ملئ الاسلام قلبهم بالمحبة والسلام والوئام والذوق والجمال".
ونوه الى ان "معركتنا اليوم هي مع الذين يتحجرون في قمع النصوص الدينية ويسقطون عليها تفسيرهم التاريخي الجامد وان صحوتنا اليوم يجب ان تكون صحوة داخلية فقد اصبح الجميع يعرف عن الاسلام ولكن علينا ان نستنهض الاسلام المحمدي الاصيل عند المسلمين انفسهم وعلينا ان نعرف المسلمين بجوهر الاسلام وقيمه السمحاء ومبادئه التعايشية ونحذره من السلوك المتطرف الذي يضع الحواجز النفسية والمصدات العملية لتقبل رسالتهم والتعاطي معهم والانفتاح عليهم".
وشدد الحكيم على "ضرورة التخطيط بدقة والعمل بجدية لتجنيب الشباب المسلم بالوقوع في شراك التكفيريين الذين يجعلونهم وقودا في معاركهم الشيطانية ونزودهم بنهج الاسلام الصحيح ليكونوا رسل السلام".
ولفت الى ان "مشوار الصحوة الاسلامية طويل وهو مشوار الوعي والفهم النقي ومشوار حوار الصحوة اطول لانه يستغرق وقتا وجهدا كبيرا كي يتشكل في طبقات الوعي اليومي للمسلم الواعي ولكن نقطة الشروع هي الخروج من الانا والانت ومن والانتقال الى نحن الاسلامية الواعية".
ودعا الى "تشجيع مقفينا ومبلغينا وسياسينا على الحوار ونزرع بعقول شبابنا ثقافة الحوار ويكون اساس عملنا هو التواصل والالتقاء في المشتركات وتحييد التقاطعات وستعبر الشعوب الاسلامية هذه المرحلة بحلوها ومرها ولكن سيسجل التاريخ مواقفنا جميعا ويحسبنا بقسوة عن اي تقصير او تهاون علينا الخروج من القوالب الجاهزة والممارسات والاساليب التقليدية".
وأضاف "انتهز هذه الفرصة الطيبة واوجه بعض الرسائل القصيرة الى ابنائنا في جبهات الحق والحرية واقول لهم ان كل العالم معكم لانكم تدافعون عن الانسانية ضد ثقافة التكفير والتوحش وكل المسلمين المخلصين الاوفياء معكم لانكم تدافعون عن الاسلام ضد التشوية والانحراف والارهاب والتطرف وكل العراقيين معكم".
وتابع الحكيم "اوجه رسالتي الثانية الى الدول الاسلامية واقول ان الزمن هو زمن تحديد المساحات وتقاسم المصالح والنفوذ ومهما استمر القتال والاقتتال بين الاخوة فانه في النهاية سيجلسون على طاولة حوار وليكن حوار الشجعان الذين يفكرون بمصالح شعوبهم ومستقبلها للمئة عام القادم وليس لربح جولة هنا او هناك حوار الانسان مع الانسان والمسلم مع المسلم والقادة مع القادة عندها سيبدأ فجر جديد عسى ان يزيح عنا هذه الظلمة ويسكن الاف الفقراء والمحرومين والمظلومين".
واختتم كلمته بالقول ان "آخر رسائلي الى شباب المسلم الواعي فانتم امالنا وخزيننا للمستقبل وبكم سيصحوا العالم على اسلام بافقه الانساني فبالجمال وبالذوق والاخلاق السامية سننتصر وتبنى دولتنا العصرية العادلة وستبقى فلسطين هي القضية المحورية التي كانت ولا زالت تمثل عنصر الوحدة الاساس في الدفاع عن عزة وكرامة الامة ومجابهة اعدائها ويجب ان نعمل لارجاعها الى الواجهة بقوة في قطار السياسات الممنهج التي حاولت ان تبعدها عن سلم الاولويات".
 
من جهة اخرى ال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، اليوم السبت، ان "الصحوة الإسلامية تواجه الحرب الطائفية التي اوجدتها دول وعقول وانحرافات قاسية".
وقال المالكي في كلمة القاها خلال مؤتمر الصحوة الإسلامية المنعقد اليوم في بغداد ان "المواجهات التي نخوضها على مدار اختلاف المستويات، والتي نخوضها عسكرية كما في الحرب ضد الإرهاب، وفكرية كما هي تريد ان تشوه صورة الإسلام"، لافتا الى ان "مؤتمر الصحوة الإسلامية له أهمية كبيرة في مواجهة الحرب الطائفية التي اججتها دول وعقول وانحرافات ذهب ضحيتها الالاف من أبنائنا".
وأشار الى ان "هذه الحروب كان قاسية ظالمة اعاقت الاستقرار والتقدم، وكانت القاعدة المعروفة بتوجهاتها ومن خلفها ومن صنعاها في الساحة الإسلامية التي ولدت لنا منصات الاعتصام التي اجتت الموقف بالمنطق الطائفي والادعات الطائفية التي ولدت داعش ومن خلفها وراح ضحيتها الجميع".
وبين ان "بهمة المخلصين والغيارى من الشباب تصدوا رغم الجراحات والالام التي مرت الا اننا نشعر بالانتصارات ورغم المحطات القاسية الا اننا منتصرون وسنبني ما نريد ونحقق ما نريد بعد ان وعى العراقيون بجميع شرائحهم وعوا ان المؤامرة مؤامرة استنزاف واستهلاك للعراقيين".
ولفت الى ان "ردت الفعل القاسية على العراقيين لان الصحوة الإسلامية قد تحققت ولم تكن هذه الردة على لا شي، واننا نحارب لأننا حققنا الصحوة الإسلامية وانتصرنا بها"، مؤكدا ان "الدول والاحزاب والحركات والمؤسسات الإسلامية على مدار العالم بأسره تدعو الى الصحوة الإسلامية والى عرض الإسلام الحقيقي بصورته النقية الطاهرة".
واكد انهم "يقاتلونا لأننا اصبحنا بصحوة إسلامية وتتقدم في كل يوم خطوة على تحقيق الطموحات الإسلامية ليكون الإسلام هو الحاكم للامة"، داعيا الى "عدم الانشغال بالمواجهات التي تحصل في العراق واليمن وسوريا عن المشروع الإسلامي واصله الذي جاهدنا من اجله، والذي سيمون المنقذ لهذا الامنة".
واستدرك ان "مخططات العدو تكمن في الأفكار المنحرفة التي اشاعها اليهود في دس الروايات في تاريخنا وإشاعة الأفكار المنحرفة في ذهن شبابنا"، مشيرا الى "وجود حركات ومؤسسات مرتبطة بأجندات خارجية تشيع الى نثبيط عزائم وإشاعة روح اليأس بين الشباب، علاوة على الفكر التكفيري الدخيل على الإسلام".
وأضاف ان "عمليات قادمون يا نينوى، تعني في وجهها الاخر قادمون يا رقة قادمون يا حلب قادمون في كل المناطق التي يقاتل بها المسلمون، مما يشيعون في اوساطنا يوميا الفكر الطائفي المتحسس الذي يستجيب له بعض الشباب، ويردون ان يبقوا النار متأججة"، مبينا ان "هذه الأفكار تنتهي بصراعات واراقة للدماء".
و أوضح ان "حماية المشروع الإسلامي بجميع جوانبه يحتاج الى مبدأ المقاومة الإسلامية في حمل السلاح والفكر والثقافة والاقتصاد وقمة المقاومة، لادخال الثقة بنفس الامة العربية والإسلامية، لاطباق صحوة حقيقية متماسكة".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/22



كتابة تعليق لموضوع : الحكيم والمالكي في مؤتمر الصحوة الاسلامية يشددون على انهاء الخلافات والتمسك بالحوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net