مهزلة الفدرالية الكردية
د . محمد الغريفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . محمد الغريفي

الدول في عالمنا المعاصر تكون على نوعين: أولاً : الدولة البسيطة: هي تلك الدولة الموحدة التي تكون كتلة الأمة فيها واحدة متجانسة وتكون السلطة فيها واحدة ودستورها واحد.
ثانيا: الدولة المركبة: تتكون من دولتين أو أكثر اتحدتا لتحقيق أهداف مشتركة بحيث يكون لكل دولة داخلة في الاتحاد دستورها الخاص ولها جميع السلطات الثلاث والوزارات التنفيذية عدى وزارات الخارجية والدفاع والمالية بشكلها العام، فأنها تكون خاضعة لسلطة المركز. وهذا النوع من الدولة يعبر عنه بالفدرالية أو بالولايات المتحدة.
والعجيب أن لجنة كتاية الدستور العراقي الجديد وبضغط من الأكراد حولوا الدولة العراقية الى دولة فدرالية، وفي هذا الأمر أشكالات عديدة قانونية واستراتيجية وأمنية وسياسية وأقتصادية نستعرض أهمها فيما يلي:
1- الدولة الفدرالية تكون مركبة من أتحاد عدة دول، والعراق دولة واحدة بسيطة ولا يمكن أن يتحول الى دولة مركبة، فهذا التحول ليس فدرالي، وليس لها مشروعية قانونية، ويمكن أن نصفه بأنه استخفاف بالعقول، ولعب بالمصطلحات السياسية، ومهزلة قانونية يجب أزالتها من دستور العراق قبل أن تزيل العراق من الخارطة.
2- الغرض من الفدرالية هو من أجل أيجاد الأتحاد بين الدول في أقليم واحد، بينما مهزلة الفدرالية الكردية هو من أجل التحضير لتقسيم العراق، وفي هذا الأمر خطر استراتيجي كبير على وحدة العراق وشعبه.
3- لم يلتزم الأكراد بأبسط قوانين الفدرالية والدستور العراقي فما زالول يحتفظون بملشيا البيشمركه ولهم علاقات دولية، وعلم يرفع على المؤسسات الحكومية بدل العلم العراقي، والتصرف بالمنابع النفطية وبيع النفط الذي يلزم أن يكون تحت سيطرة حكومة المركز.
4- في حكومة المحاصصة الأكراد بيدهم حكومتين، الأولى حكومة مستقلة للأكراد في أقليم كردستان، والثانية مشاركتهم في حكومة المركز بأكثر من أستحقاقهم الأنتخابي، وهذا يدل على ذكاء الأكراد وأستغفالهم للعرب.
5- تطبيق مهزلة الفدرالية الكردية فقط في أقليم كردستان بينما تبقى محافظات العراق تدار من قبل المركز يعد خلاف لمفهوم الفدرالية، ويؤدي الى ضياع العدالة الاقتصادية والسياسية بين محافظات العراق.
6- أستفاد الأكراد من مهزلة الفدرالية في بناء أقليم كردستان من حيث التقدم العمراني والبنا التحتية والتنمية البشرية والمؤسسات الحكومية، واليوم يلوحون بالأنفصال -مخالفين للدستور الذي صوتوا عليه- من أجل أخذ مكاسب سياسية وأقتصادية مقابل تأجيل فكرة الأفصال عن العراق.
7- يتحالف الأكراد اليوم مع أعداء العراق (داعش)، من أجل السيطرة الكاملة على كركوك وشمال الموصل وضمها الى الأقليم، وعجز حكومة المركز من المطالبة بها. ولكن لابد للحشد الشعبي من أسترداد كركوك من الأكراد كما تسترد الموصل من داعش، وبذلك يتلاشى حلم الاكراد بالنفصال من دون نفط كركوك.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat