وإذا الموؤدة سئلت.. في أي مستشفى قتلت!
عباس الكتبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كان عماد في منتهى السعادة عندما أيقظته والدته،لكي يستعد للسفر إلى جزيرة تاهيتي الجميلة، على ظهر السفينة التي تحتوي على مائة غرفة، ومطعم كبير،وصالة للألعاب الرياضية،وحوض سباحة،وبسرعة كان عماد مستعداً تماماً.
سافر عماد مع أمه وأبيه وأخته،عن طريق البحر،وهو في سن السابعة من عمره،ركب عماد وعائلته على ظهر السفينة،وقادهم المسؤول الى غرفتهم في الدور الأول من السفينة.
في الوقت الذي كانت عائلة عماد،في المطعم تتناول الغداء،أستغل عماد أنشغال الجميع،وذهب الى سطح السفينة،لكي يتمتع بمنظر المحيط الرائع،فذهب الى نهاية السفينة،وبدأ ينظر الى أسفل وأنحنى أكثر من اللازم وكانت المفاجأة.
وقع عماد في المحيط،وأخذ يصرخ ويطلب النجدة،لكن بدون جدوى،واخيراً كان هناك أحد المسافرين،وهو رجل في الخمسينيات من عمره فسمع صراخ الطفل،وبسرعة ضرب جهاز الانذار ورمى نفسه في المياه لإنقاذ الطفل،وتجمع المسافرون وهرول المتخصصون،وبسرعة ساعدوا الرجل والطفل عماد، وتمت عملية الإنقاذ،ونجا عماد من موت محقق.
بعد ذلك بحث عماد عن الرجل الشجاع الذي أنقذ حياته،ولما وجده واقفاً في ركن من الاركان،جرى إليه وحضنه وقال له:(لا اعرف كيف أشكرك لقد أنقذت حياتي من الغرق)،وبأبتسامة هادئة رد الرجل قائلاً:(يا بني أتمنى أن تساوي حياتك إنقاذها).
كانت هذه الكلمات بمثابة ماء بارد رشّ في يوم ساخن،واستقرت بعمق في ذهنه،وكانت الدافع الرئيسي في نجاح عماد في حياته،ولازمته طوال حياته وجعلته مرموقاً ناجحاً محباً للخير وكلما واجهته تحديات الحياة تذكر كلمات الرجل:(يا بني أن تساوي حياتك إنقاذها).
هناك ناس خلقوا من أجل الآخرين، وكانوا هم السبب في منح الحياة والنجاح لهم،ومن هؤلاء الناس الحشد الشعبي،فهم السبب الآن بأستمرار حياتنا،ونجاحنا في هذه الدنيا،ونعيش في أمن وأمان تحت ظل رايتهم، وهناك فئة لا همّ لهم سوى ظلم الناس،وإيذائهم وقتلهم،أو التسبب في قتلهم،وتعاستهم في الحياة، ومن هؤلاء المسؤولين في التيار الصدري.
التيار الصدري؛كانت القيادات الأمنية المسؤولة عن بغداد،كمدير الشرطة، وقائد العمليات،ومسؤول لجنة الأمن في بغداد، ورئيس لجنة الامن والدفاع النيابية، ومحافظ بغداد، كلهم تابعين للتيار الصدري، وبذلك يكونوا هم المسؤولون،ويتحملون وزر الدماء التي اريقت في الكرادة، ومدينة الصدر،والشعلة والكاظمية، التي حدثت في الآونة الأخيرة، ثم يخرج حاكم الزاملي في كلث مرة ويلقي باللوم على الغبان.
لو كان الغبان اليوم موجوداً، لحمّله حاكم الزاملي أيضاً مسؤولية حرق مستشفى اليرموك،وموت الاطفال الخدج،فأين ذهب الزاملي ومسؤولي التيار الصدري، اصحاب الإصلاح من هذا الحادث المروّع؟! أَليس چاسب الحجامي،مدير صحة الكرخ،ومدير مستشفى اليرموك من التابعين لهم!؟لماذا لم نسمع لهم صوتاً ولا همسا؟! كأن على رؤوسهم الطير!
منَ المسؤول عن حرق الأطفال،وسلب حقهم في الحياة،أَليس الفسّاد في التيار الصدري؟أمثال چاسب الحچامي،ومن ورائه علي التميمي، يا ليتهما كان كالرجل الذي أنقذ عماد من الغرق ووهبه الحياة والنحاح في دنياه،فليحضرا جوابهما لله غدا، إذا سئلت هذه الأطفال في أي مستشفى قتلت، وجاوبوا قتلنا بيد المسؤولين من التيار الصدري!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عباس الكتبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat