صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لعبة المذاهب ومنهج المصائب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 
مَذهبيْ أنّي عراقي إخوتي         
                      وبهذا سوف أدري مذهبي!!
هل تصدقون أن في العراق مذاهب بالمعنى الذي تدّعون ؟!!
 المذاهب لعبة لا تنطلي على معظم العراقيين الذين يعرفون بأن العراقي يشترك مع أخيه العراقي في جوامع وخصائص متوارثة تؤكد العراقية وتحتوي أي صفة وميزة دونها.
في العراق إذا شئتم ، لا يوجد إلا مذهبان، هما مذهب النفط والكرسي!!
نعم المذاهب الفاعلة في العراق هي مذهب الكرسي ومذهب النفط ، وهذان المذهبان يسخّران كل شيئ من أجل تأكيد فاعليتهما ودورهما في قهر الإنسان العراقي وتدمير العراق.
مذهب النفط يقضي بأن العراقي عليه أن يقاتل العراقي ، وأن يلهو العراقيون ببعضهم ويتناسوا النفط ويدعونه لسراقه ونهابه في الداخل والخارج. 
وأعظم سراقٍ للنفط هم أصحاب مذهب الكرسي، الذين يتقاتلون فيما بينهم كالوحوش الضارية من أجل الفوز بأكبر السرقات، وأعظم الأرصدة في بنوك الدنيا المتقدمة. 
ويبقى العراقيون في ضنك العيش وتداعيات الويلات والملمات , التي تقوم بصناعتها رموز المذهبين.
أئمة مذهب الكرسي، وأئمة مذهب النفط يتصارعون، ولا يتحقق التوافق بينهم، لأنهم جشعون ولا يقنعون إلا بالنهب المطلق والسلب المستدام. 
فكل واحد منهم يريد أن يكون السيد عشرة بالمئة أو السيد عشرين بالمئة وربما أكثر، لأنه يعرف بأن عمره السلطوي قصير، ولابد له أن يستحوذ على أكبر نسبة ممكنة من واردات النفط.
تلك حقيقة المذهبية في العراق.
أما إذا نظرت إليها من زاوية أخرى فأنت على وهم وإنحراف، فأبناء المذاهب المعروفة متداخلين، ونسبة الزواج بينهما تصل إلى خمسين بالمئة، وحتى التزاوج ما بين أبناء الشمال والعراقيين الآخرين ذات نسبة كبيرة، لأن المجتمع العراقي مزيج متجانس رغم كل الأكاذيب والإدّعاءات، ولينظر كل منا إلى عائلته وأقاربه وسيتضح أمامه مدى التداخل والإمتزاج، ففي عائلتي وعوائل العديد من أصدقائي، يمتزج العراق من شماله إلى جنوبه بكل ألوانه وأطيافه.
وواقع الإنسان العراقي أن مذهبه العراق وحسب، ذلك أن جميع الذين يدّعون بمذهب ما، لا يعرفون شيئا مهماعن ذلك المذهب، لكن السلوك العراقي على مرّ الأجيال يؤكد الترجمة الحقيقية لمعنى  ودور المذهب في بناء الدين الرحيم  والمجتمع القويم وليس العكس.
لكن أئمة مذهَبَي النفط والكرسي، يستغلون المجتمع لتمرير ما يريدونه من السرقات على حساب معاناة العراقيين. 
وما يجري، لا علاقة له إلا بالنفط والكرسي، والعراقيون صاروا ضحايا ما بين فكي هذين الماردين، وما ينجم عن أهدافهما من خطط ومشاريع دموية وقهرية وحرمانية، لتكبيل العراقيين بأصفاد الخوف والخنوع والإذعان وإستلطاف العناء والبكاء والحرمان والإنفجارات، وتدمير حياتهم بمنع الحاجات الأساسية كالكهرباء والماء والخدمات الضرورية الأخرى.
أئمة الكرسي والنفط، هما الفاعلان المدمران للوجود العراقي، ولا يمكن التصديق بأن أبناء الوطن الواحد بثراء إرثه الحضاري لديهم النوازع الشريرة والدوافع الخطيرة ضد بعضهم، إلا إذا صاروا تابعين خانعين لأئمة النفط والكرسي، وهذا لا يصح في الأفهام، لأن هؤلاء الأئمة أنانيون ومُسَخَرون لغايات أخرى لا تعرف الوطن والمواطنين.
لعن الله أئمة النفط والكرسي.
وعاش الشعب العراقي بألوانه وأطيافه الزاهية الرائعة العزيزة الوهاجة بالمحبة والأخوّة والكبرياء.
وإنّ أبناء الشعب العراقي لمنتصرون!!
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/17



كتابة تعليق لموضوع : لعبة المذاهب ومنهج المصائب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net