صفحة الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي

ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليكن هذا المبنى الماثل في وسط الكرادة  رمزا تذكاريا خالدا يحكي للأجيال فاجعة المجزرة التي ارتكبتها الوهابية الداعشية في القرن الحادي والعشرين بحق الأبرياء من الأطفال والنساء والشيب والشباب. يجب ان لا يمس الدمار والخراب الذي حل بالمكان ليبقى وصمة عار بوجه الداعمين لهذا الفكر الضال وشاهدا على مدى وحشيتهم وحقدهم الدفين عبر التاريخ.  هذا النصب التذكاري لابد ان يطرز بذكريات وحكايات الشهداء وان تتزين جدرانه بصور المفجوعين والثكالى. لا بد ان يشاهد العالم حجم المأساة التي لحقت بهذا الشعب والدمار الشامل الذي عم المكان. ليكن نصبا تذكاريا يروي للأجيال تراجيديا العراقيين الواقعية الماثلة على ارض الحزن والاشجان. ليعرف العالم سبب التصاق الحزن والشجن بالروح العراقية في مختلف الازمان.  

واذا كانت هناك مجازر لطخت وجه التاريخ بعارها وطويت صفحاتها فاصبحت ذكرى تتداولها الالسن فلتبق هذه المجزرة شاهد عيان يذكر الإنسانية في كل لحظة بجرائم الفكر الوهابي الداعشي على مدى التاريخ. هذا النصب الخالد وصورته الماثلة امام اعين العالم  سيمثل طعنة غائرة في قلب الإرهاب والإرهابيين مذكرا إياهم بوحشية جرائمهم ربما يصحو جيل منهم في يوم ما ويعترف بضلاله واجرامه.

هذا النصب الماثل سيكون سجلا حافلا بالذكريات المؤلمة  في الاف الصفحات التي سيقرؤها  الملايين من البشر، ولسانا ناطقا يعبر عن  مأساة المئات من الفواجع والمجازر التي ارتكبها الارهابيون بحق الأبرياء. فلا تزيلوا علامات الدمار ولا تلملموا اشلاءه المبعثرة، ليبق اللون الأسود طاغيا على أجواء المكان ليدرك العالم سبب حزنكم الابدي ولتبق الجدران الملطخة بدماء الشهداء نازفة بالأحمر القاني عبقة تملأ ارجاء المكان، ليعرف العالم حجم القربان الذي يدفعه العراقيون على مدى الازمان.

لنجعل من بانوراما الحزن والمأساة في الكرادة متحفا ومزارا شاهدا على جرائم الوحوش بحق الأبرياء ومسرحا يروي قصصا حزينة للأجيال. واذا لم تستطع الحكومة ومؤسساتها الأمنية في حفظ  هذا المكان عندما كان يعج بالمرح والفرح والابتهاج فلتحافظ عليه بوصفه رمزا يجسد ذكريات الذين ذهبوا ومنارا يروي حكاياتهم الحزينة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد عبد الحميد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/08



كتابة تعليق لموضوع : ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net