صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

لقد غرقت شفافيتكم... في بحر دماء الابرياء .
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 التفجيرات ليست غريبة على ابرياء شعبنا، وعدد الضحايا عظم اوصغر فهم اضحيات لا ناقة لهم ولا جمل نقدمها مواسم حصاد يوميا، هي ثمن للسياسات الخاطئه لدولة ناشئة في طبيعة الحكم والحكام . لعل كارثة الكرادة ومصيبتها شكلت من الاسى العميق ما يقلق الارض ومن عليها، صخبا واحتجاجا، أسى وتفجع ولطم وبكاء وطبول وخيم عزاء، لعظم النازله، ورهبة الفاجعة، وفداحة الخسارة الواقعة . الا ان الامر ليس غريبا، انما الغرابة في طبيعة التفجير، وحداثة التحضير، وسعة التأثير، لما ألت اليه النتائج من غرابة في طبيعة الاصابات حرقا واختناقا وغازات اختلطت فيها كل مايبيد على عجالة الهلاك، وكأنها قنابل هايدروجينية ونووية وكل ما يصنع من غازات ابادة جماعية . وكأن اللعب بدى في حرب المدن هذه المرة مختلف عما سبق من مفخخات ومفجرات سابقة . السؤال هل هذا تكتيك جديد، عندما تخسر الاراضي من عنديات داعش لتعوض بالنكل المبيد، بين من اكتظ في مناطق الازدحام والحشيد ؟
 لنؤسس اولا ونولج سوية لنظرية التغير والتأثير من الداخل . ثامر السبهان سفير السعودية الذي اطلقنا عليه وصفات ادركناها ولكن سطحية متابعتنا جعلت الامر وكأنه من بلاهة التوصيفات : شاب لا يعرف قواعد الدبلوماسية، وانه ضابط استخباري وليس دبلوماسي، وانه يصرح يمدح من اعدائنا، ويقدح حشدنا، دون ان نلتفت الى مراجعة ما اطلقنا عليه من صفات تحتاج المراقبة والمتابعة، والقراءة الصحيحة لطبيعة عمل وسلوك هذا القادم . لم يكلف رجال حكومتنا امنيين محللين سياسين مقولة هذا الرجل ان:  ( التغيير فقط من الداخل للأنقاذ) أي تغير يقصد ولمن الانقاذ ولأي جهة ومانوع التغير والمفاد ؟ ماهي الالية التي توصل فكرة الانقاذ التي احتشدت في خوالج هذا الداعية وما هي ادواتها ؟
المطلب الاول.. الرجل يدعو الى قلقلة الارض في قلب العاصمة بادوات حصاد للارواح لم نألفها من قبل نوعا ورقعة تأثيرها عددا .
المطلب الثاني ...اثارة غضب واسع النطاق يخرج عن نطاق وحركة الاستنكار، وتحريك الشارع ضد الحكومة التي يراسها شيعي، وقد تحقق ذلك بان يضرب رئيس الوزراء ولاول مرة بالقناني وما لحقها ممن يقع تحت اليد . وهنا تحقق المطلب الثاني هو اسقاط الحكومة على من بصمة لها في الصناديق وانتخبتها كمشروعية اغلبية ديموغرافية واحقية انتخابيه، ولعل هذا الامر يجعل من الشعب الوصفات الجاهزة التي يخطط لها الان في دهاليز واروقة البيت الابيض ولندن والرياض ومن يهندس لها .
المطلب الثالث ... تاسيس قناعة عند الناس، كي تنتهوا من هذه المحرقة اليومية، سلموا السلطة الى ظافر العاني واشباهه، الناطق الرسمي باسم دواعش السياسة الاكثر خطرا والاكثر ايلاما من داعشي يحمل السلاح، لان رشاش الالسن اكثر وقعا وتأثيرا ومساحة من الرصاص حيث يقول هذا السياسي من على منابركم : ان تفجير الكرادة هو ردة فعل لما حدث في الفلوجة وسترون الكثير في قوادم الايام .
المطلب الرابع .. هو اطفاء روح الانتصارات، والتي أضحت دافقا ودافعا الى مزيد من الاندفاع للخلاص من داعش، والتدافع النفسي والجسدي والارادي لمواصلة حرب هؤلاء البيادق، فلابد من احداث نائرة يترتب عليها حزن، وسعها حجم الفرح الذي اغتصبه الاسى العميق .
خلاصة ما تقدم من ردود افعال على جانبي الحدث الفاعل ومن وقع عليه الفعل . الفاعل وادواته بعد خسارتهم الجسيمه ارضا ورجال، ظنوا انهم زاحفون الى الامام، فكانت هرولتهم الى الوراء مخلفين خسارة ارض واحلام لم تدم طويلا فرفسوا بالغيلة والغل في اسواق الابرياء ، وكردة فعل لخيبة وكلائهم من ال سعود وما اشارة وانتفضت امم وإعلام وصحف ومجالس نواب ومنظمات حقوق الانسان بانهم رعاة الارهاب ومصدر تمويله وتفكيره، لعبوا لعبة دعية، اعتقدوها ذكية، بتفجير رتب له ترتيب يثير السخرية والازدراء بتفجير كذوب وتمثيل رخيص ، بانفجار المدينة المنوره .
اما من وقعت عليه النازلة في احداث الكرادة، وما ترك أثر وعزاء في النفوس، لطم وفواتح وبكاء، عظم شأن تأثيره من ايات الحزن . فهو امر طبيعي ولكن لا نريده احباطا للعزيمه، واخفاقا للهمة، واحساسا بالفشل رغم جسامة خسائره، انما دافعا لمواصلة الثأر من الدواعش، واصرارعلى النجاح، ومطالبة جادة في ان يمسك الامن خلصاء النوايا والاهداف، وتغييرا جادا للقيادات الامنية، ومتابعة قانونية لدواعش السياسة ولسان حالها، واعدام من اكتسبوا الدرجة القطعية من الاحكام لمن سكنوا منتجعات السجون، والضربة الموجعة والاكثر ايلاما، ردعا وصدا و( العقاب من جنس العمل ) و(لكم في القصاص حياة يا اؤلي الالباب) ولتكن حكومة احكام عرفية ولتؤجل شمس الديمقراطية لبعد حين بعد ازالة الغيمة السوداء، وليكن عيد الشهيد رمز تحررنا من كل المندسين والمأجورين والمتأمرين . لقد وصل السيل مبلغ عدم السكوت، فاما ان تكونوا قادة لانقاذ شعبكم واما مزبلة التاريخ . اتقوا الله لقد ولى زمن المعجزات وبقى زمن الارادات لقد غرقت شفافيتكم في بحر دماء الابرياء . اثبتوا انكم رجال حكم وليس ثواكل لطم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/06



كتابة تعليق لموضوع : لقد غرقت شفافيتكم... في بحر دماء الابرياء .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net