صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

ماذا بعد داعش ...صراع يقبل الاحتمالات ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تابعنا جميعاً تطورات الاوضاع الامنية في الانبار ، وتحديداً معركة تحرير الفلوجة ، قلب الارهاب النابض ، والتي بدأت الاسبوع الماضي ، نتج عنها تحرير نواحي مهمة ، كانت الطريق الاستراتيجي لتنظيم داعش الارهابي ، الامر الذي جعل خطة التحرير تتركز على قطع الامدادات ، وتقويض حركة داعش داخل الفلوجة ، وربما تحاول بعض القنوات الاعلامية المغرضة توجيه الرأي العام ، نحو توقف العمليات العسكرية فيها ، وهذا ما نفته قيادة عمليات الانبار ، والقيادة العامة للحشد الشعبي ، مؤكدةً ان هناك زخماً جديداً يضاف الى الخطط العسكرية يختلف عن السابق ، كما أن هناك آليات تختلف عن السابق ، خصوصاً مع تواجد عناصر ارهابية وبعثية خطيرة جداً ، ناهيك عن القيادات الارهابية العربية والأجنبية والتي اتخذت من الفلوجة قاعدة لانطلاق الارهاب الى مدن العراق الاخرى .
بالمقابل تحاول القوات الامنية والحشد الشعبي تطويق المدينة ، وفتح منافذ في جنوب الفلوجة وشمالها ، لإجلاء العوائل ، والتي استطاع العشرات منها النفوذ والخلاص من بطش الجماعات الارهابية ، كما ان القوات الامنية والجيش العراقي يحاولان الدخول الى قلب المدينة دون الاضرار بالبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة بالمواطنين ، وهذا ما يفسر التأخير في حسم المعركة ، خصوصاً وان جميع الابنية الحكومية ، ومنازل منتسبي القوات الامنية ، وموظفي دوائر الدولة قد فخخت ، الامر الذي يجعل عملية تطهير القضاء يرافقها بعض التأخير في حسم المعركة ، وعودة العوائل الى مساكنها .
من جهته يحاول تنظيم داعش الارهابي تشتيت جهود القوى الامنية عبر فتح جبهات أخرى في المحافظة عموماً ، من خلال شن هجمات على النواحي المحررة في الانبار ، لتخفيف الضغط والحصار المفروض عليه في المدينة ، كما ان الطيران العراقي أستطاع من غلق الاجواء تماماً ، وأصبح يسيطر على الغطاء الجوي للفلوجة ، مما يجعل الامر محسوم تماماً ، ناهيك عن الضربات النوعية الموجعة التي تلقتها قيادات التنظيم ، وقتل قيادات مهمة ونوعية فيه كان لها الأثر البالغ في حسم المعركة ، وإنهاء وجود الجماعات المسلحة ومرتزقة البعث الصدامي .
أن مستقبل وجود داعش يعتمد إستراتيجياً على نجاح عملية تحرير الفلوجة ، وبالتالي فهي ستكون كسر لشوكة الارهابيين سواءً في العراق او سورياً ، لما تمثله هذه المدينة من مفهوم تكفيري لهم ، وتصدير لغة الذبح والقتل الة الابرياء العزل ،كما أن الفلوجة تمثل حلقة الوصل بين الدولتين ، ومحطة مهمة في حركة الارهابين العرب في العراق وسوريا ، خصوصاً اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار دقة ونجاح العمليات العسكرية ، والتي بدأت تحقق اهدافها بصورة صحيحة ، من حيث قطع الامدادات وتمشيط المدينة ، وتطهيرها من العبوات الناسفة ، والتدقيق في السكان بحثاً عن المطلوبين والمندسين ، تمهيداً لعودة النازحين الى منازلهم .
اعتقد وكما يراه اغلب المحللون ، ان انطلاق العمليات العسكرية في الفلوجة ستكون نقطة الشروع في عملية الاصلاح والتغيير السياسي ، وإيجاد قواسم مشتركة بين القوى السياسية في توحيد الهدف الاسمى وهو طرد داعش ، وكشف النوايا والأهداف الخبيثة الرامية الى تمزيق اللحمة الوطنية بين ابناء الوطن الواحد ، لان أهم ما يميز معركة تحرير الفلوجة انها ستضرب داعش في هيكله الارهابي ، كما انها سترسم خارطة جديدة للوضع السياسي في البلاد ، يتمثل بتصدّر نخبة سياسية جديدة تكون قادرة على تجاوز الخلافات ، وترسيخ القواسم المشتركة بين القوى السياسية عموماً ، والانطلاق نحو بناء عراق على الاقل يكون آمن .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/07



كتابة تعليق لموضوع : ماذا بعد داعش ...صراع يقبل الاحتمالات ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net