صفحة الكاتب : حميد الموسوي

محنة المثقف العراقي
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعرض ويتعرض المثقف العراقي على امتداد حقب تأريخ العراق الحديث و طيلة مساره الملغوم المحفوف بالاسلاك الشائكة المدجج بقوانين التحريم والتجريم ، المحكوم بالتهم والشكوك والظنون للدرجة التي عد فيها سكوته جريمة ، تعرض الى محنة حقيقية بل وضع في ورطة لامناص له فيها ولا انفكاك له منها .فاذا كان لهروبه اوسكوته ايام التسلط الدكتاتوري  عذرا لدى الجماهير والرأي العام العربي والعالمي فهروبه وسكوته صار جريمة لا تغتفر في ظل الديمقراطية وفسحة حرية الرأي والتعبير بكل الوسائل المتاحة ، فهو مطالب من قبل ناسه ومجتمعه  بموقف واضح وصريح تجاه ما يجري من احداث سياسية واقتصادية واجتماعية ، وما يدور من اضطراب امني وصراع احزاب وكتل ،وغياب الخدمات وابسط مقومات الحياة . ومن هنا تتشكل اولى خطوط لوحة الحيرة، وترسم ملامح الورطة ،وتدون حروف الادانة !.فلو التزم جانب الحياد لابد له ان يشخص وينتقد  نقاط ضعف وخلل وفشل اداء نشاط معين، او ادارة مسؤولة  من خلال مقالة او لوحة او قصيدة او فلم او مسرحية ، عندها ستثور ثائرة الجهة السياسية التي تقف وراء تلك الوزارة او ذلك المشروع وتبدأ حملات التسقيط والتهديد والشتم بحقه من قبل المنتمين الى ذلك التيار او الحزب !. اما اذا اشاد بمشروع او نشاط واعد فستثور عليه الجهات المخالفة للحركة او الحزب الذي نفذ المشروع الناجح وسيتهم بانه ذيل او تابع او مرتشي !. والويل كل الويل له اذا ادان سلوك جهات تعرقل سير العملية الديمقراطية فتهمة الطائفية المقيتة  جاهزة ومعدة سلفا !. والويل كل الويل له اذا ادان الفوضى، وتقديس غير المقدس، والنعيق خلف كل ناعق ،والسير معصوبي العيون فسيرمى بالكفر والزندقة والالحاد !.واما اذا ترك الحياد وانتمى الى جهة اقتنع باخلاصها وادائها فليستعد لحرب شعواء مع مثقفي وجهلة الجهات الاخرى حتى وان كان على الحق والشرعة السمحاء !!.
يقول سارتر / على المثقف ان يقف على جانب الطريق حاملا قنديله  ليضيئ الطريق للسياسي . فهل سينتفع سياسيو العراق من قنديل المثقف العراقي ؟ وهل ستجدي المثقف العراقي  هذه الحكمة نفعا ؟!!.      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/18



كتابة تعليق لموضوع : محنة المثقف العراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net