صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

هل الحل في الحل
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أن خضنا في مقال سابق عن بعض أسباب ما حدث في 3/4/2016والذي يجب أن يكون مفصليا في تاريخ العراق من عدة نواحي .
الناحية الأولى :أثبت الشعب العراقي إن صورته الحقيقية في رفض الاحتلال من خلال شعارات أطلقها المتظاهرون ضد أمريكا واسرائيل وأحرقوا العلم الأمريكي (هذه الممارسة لم يركز عليها الإعلام بقدر ما ركز على هتافات ضد إيران رفضتها كل مفاصل التيار الصدري قبل الآخرين) وحتى هذا الهتاف لنناقشه من واقعه الإيجابي لا السلبي وأعتقد حتى الأخوة الإيرانيين يتفقون معي في هذا النقاش وهو إن العراقيين يطمحون إلى بناء مجتمعهم بعيدا عن أي ضغط أو صراع وتنافس إقليمي على أرض العراق عانى منه العراق دهرا طويلا فبروز طبقة بهذا النوع يجب أن نأخذ منها الجانب المتفائل لا المتشائم على إننا نرفض صيغة العبارات التي رددت فإيران ليست محتلة للعراق وإنما أمريكا وبريطانيا هما من احتل العراق ساعدتهما كل من السعودية والكويت وقطر وباقي البلدان العربية . ومن الجهل السياسي التفكير بمعاداة إيران الجارة ،الشيعية ،الامتداد المرجعي ،والمصالح المشتركة وكثير من الأمور كما هو جهل سياسي التفكير بمعاداة تركيا الجارة السنية ووجود مصبي دجلة والفرات فيها .وجهل سياسي أن يضع أي سياسي يده بيد السعودية ذات التفكير السياسي الضيق لكن ليس من الحكمة قطع الخيوط والخطوط معها بالمرة لأنها بالتالي جارة للعراق وتسبب متاعبا له .تبقى الأردن هذا البلد الذي ينسى أو يتناسى المحللون والسياسيون أثره على الشأن العام العراقي من خلال تواجد كل السياسيين السابقين واللاحقين وسياسيي الأزمة وشيوخ العشائر الخارجين عن القانون أو الناقمين على سقوط سلطة صدام حسين وذهاب سطوتهم معه.
الناحية الثانية :أظهر الشعب العراقي بالفئة التي تظاهرت واعتصمت واقتحمت البرلمان (مع علمنا بوجود شرائح كثيرة وكبيرة ترفض القول بتمثيل هذه الفئة للشعب) إنه وريث الحضارات والامبراطوريات الكبرى فكل هذه الممارسات لم ترق قطرة دم واحدة ولا ظهرت حالة تخريب واحدة أو حالة سرقة واحدة مع محاولة الإعلام الحثيثة للعثور ولو على حالة صغيرة من هذا النواع لكنها فشلت في ذلك .
الناحية الثالثة :أثبتت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق أفقها الضيق جدا الذي ينظر للأمور من الجوانب الصغرى لا من الجوانب الكبرى فقد نظرت هذه الطبقة إلى عملية دخول الجمهور للبرلمان من ناحية هيبة البرلماني الذي انتهكها هو قبل غيره من خلال الاعتداء على رئيس الوزراء قبل يومين أو ثلاثة من عملية الدخول الكبرى ولم تنظر هذه الطبقة إلى مستقبل مجهول جراء سياسة مرتهنة وأساليب في هدر المال العام لم يشهد العالم لها مثيلا على الإطلاق والحال نفسه على حاضر مزر يعيشه العراقيون بكل فئاتهم ويعانون جراء سياسة هذه الطبقة السياسية أشد المعاناة .فهذه الطبقة أثبتت ولعها بالسلطة وعشقها لها والتمسك بها إلى أبعد الحدود من خلال رفض كل الحلول التي تؤدي ولو إلى إصلاحات جزئية في جسم العملية السياسية (وهنا لا أستثني أي سياسي من أي حركة أو حزب أو تيار) ومن هذه الحلول استيزار وزراء من قبل رئيس الوزراء وليس من قبل الكتل . أفرز من هذه الكتل تصريح رئيس كتلة (تغيير) الكردية الذي وجه اللوم للعبادي والجبوري واتهمهما بأنهما السبب فيما حصل وليس المواطن الذي تظاهر واعتصم واقتحم البرلمان.وهذا يعد بداية تطور في التفكير السياسي لو استمر وثبت.
 
الناحية الرابعة :الانسداد الحاصل في العملية السياسية نتيجة تراكم أخطاء 13عام حتمي ومنطقي وما جرى من احتدام الصراع بين الفرقاء السياسيين أيضا حتمي والسبب يعود إنهم ليسوا برجال دولة وهذا ينطبق على كل الحركات السياسية التي دفعت بسياسيين إما مرتبطين ارتباطا وثيقا بالمحتل أو سياسيين مرتبطين برؤساء كتلهم دون رأي منهم أو موقف .
 
الناحية الخامسة :وبما إن الطبقة السياسية الحاضرة قد استهلكت واحترقت بجميع تفاصيلها وتحولت إلى عبء تاريخي على العراق لا يقل خطورة عن الاحتلال نفسه فهل الحل في حل هذه الطبقة السياسية برئاساتها وبرلمانها والذهاب إلى انتخابات جديدة ليعود نصف الذين استهلكوا بعد إعادة تأهيلهم أم هناك حلول أخرى يجب الخوض فيها .لكن هل الحل وانتخابات جديدة ونشوء طبقة غير هذه الطبقة وبنفس القوانين والآليات والتأثر بالسفارات يضع العراق على الطريق الصحيح أم هناك رؤى أخرى للحل.بطبيعة الحال توجد رؤى أخرى سنعرضها فيما بعد لكن أهمها عدم إسكات الجمهور الذي هو مفتاح الحل وليس الطبقة السياسية . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/05



كتابة تعليق لموضوع : هل الحل في الحل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net