صفحة الكاتب : فلاح العيساوي

ما للبن للبن وما للماء للماء
فلاح العيساوي

 أبو ناصر رجل يعيش عالة على الناس، فكان يكثر من الاستجداء من المحسنين، وعلى الخصوص من المحسن (أبو جواد)، وفي يوم طلب أبو ناصر من (أبو جواد) مبلغا لقضاء حاجته، فقال له قد خطرت لي فكرة، فيها منفعة لك !، فقال أبو ناصر وما هي ؟، فقال سوف أعطيك مبلغا يكفي لتشتري كذا رطل من اللبن وتضيف إليه نسبة من الماء فيصبح صالحا للشرب، وتقف في السوق وتبيع اللبن، وبذلك تكون قد استعملت المال في عمل نافع يجلب الرزق لك ولعيالك !، اقتنع أبو ناصر وصار يبيع اللبن في السوق وأصبح لبن ( أبو ناصر ) ذا شهرة واسعة مما در عليه مالا وفيرا...

 
وفي يوم شاهد أبو ناصر قردة صغيرة معروضة للبيع في السوق ، فاشتراها وأحبها وأصبحت لا تفارقه أينما ذهب !، 
 
وكثرت الأموال عند (أبو ناصر) فطمع في جمع مال أكثر من خلال زيادة نسبة الماء المضاف إلى اللبن !!، بدأ زبائنه يكتشفون خفة اللبن وزيادة الماء فيه !، فتراجع عدد الزبائن خلال فترة وجيزة ، إلى إن أصبح لبن أبو ناصر معروف بأنه مغشوش !، إلى درجة انه ما عاد يوجد من يشتري منه قدح لبن واحد !!!...
 
وفي يوم اقترح احد أصدقائه وكان يعمل تاجر قماش أن يترك بيع اللبن ويذهب معه إلى الهند لشراء قماش وبيعه في السوق !، وجد (أبو ناصر) إن الفكرة جميلة ومفيدة فحزم أمتعته وجعل نقوده في صرة ربطها في حزام حول خصره، وأراد إن يترك القردة فتشبثت به فأخذها معه، وركب السفينة ومعه القردة وصاحبه التاجر، وأثناء الرحلة نعس أبو ناصر فنام !، فجاءت القردة وأخذت صرة النقود، وصعدت إلى أعلى سارية السفينة، وفتحتها وصارت تأخذ قطعة نقد وترمي بها إلى ماء البحر !، وتأخذ قطعة نقود ثانية وترمي بها إلى سطح السفينة !، فشاهدها ركاب السفينة ، وصاروا يحاولون إنزالها وهي غير مكترثة بهم !، وأسرع التاجر إليه وأيقظه من نومه واخبره بفعل القردة بصرة ابها، !، فأسرع أبو ناصر إليها ووقف أسفل السارية وبدأ يخاطبها ويصيح بها ، لكنها استمرت ترمي النقود مرة إلى البحر ومرة إلى سطح السفينة !!!...
 
فقال أبو ناصر : لا فائدة من مناداتها !، فما للبن للبن ، وما للماء للماء!!!...
وضرب مثلا . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/17



كتابة تعليق لموضوع : ما للبن للبن وما للماء للماء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net