فجوات وأسئلة ومفارقات الوطن العربي مستقبلنا بين الماضي والمجهول !
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حتى عندما لم تكن هناك ثروات مكتشفة حديثاً وفي مقدمتها البترول والمعادن الاخرى كان الوطن العربي بتنوع جغرافيته وموارده الزراعية والحيوانية وبصفته جسرا بين القارات ومركزا للرسالات السماوية قد جذب أنظار الآخرين من جنسيات مختلفة اقل تحضرا او اكثر تقدما في التقنيات ودفعهم الى الزحف والإقامة القصيرة تارة والإقامة الدائمة في اغلب الأحيان تارة اخرى .
على ان هناك اشكاليات اكثر تعقيدا أدت الى خلل في التوازن بين الآخرين الغرباء وسكّان الوطن العربي سمحت للفجوات بالاتساع ... فعلى الرغم من توفر اساسيات قيام بلدان قائمة على الاكتفاء الذاتي بما تمتلكه من موارد مادية وبشرية وبما انجزته في فجر حضاراتها ولقرون طويلة الا انها ومنذ قرن في الأقل لم تجتز واقع القرون الوسطى .
وعبثا يجري الحديث عن خطابات مغايرة دعائية وبراقة ومخادعة ظهرت خلال الخمسين سنة الماضية حاولت التستر على قضايا لاتحصى افضت الى المشهد الأخير عصر الانهيار والحروب الأهلية والفقر والخراب .
فكلما تم اكتشاف مصادر جديدة للثروات الطبيعية يزداد الوضع تعقيدا وتراجعا في التعليم والجامعات والإنتاج والصحة والثقافة والأمن .. الخ كي تزداد دعوات مغايرة قائمة على الاستيراد والانفاق والبذخ ولكن بأزدهار الهجرة والتهجير والتراجع في حقوق الانسان وحريات التعبير والخدمات والمستويات الحضارية المختلفة وازدهار الفتن والارتدادات .. الخ وهي مفارقة لا يمكن عزلها عن محركاتها واسبابها ...
فبحسابات بسيطة بين الثروات التي حصلت عليها أقاليم الوطن العربي وآثارها في المجتمع العربي لظهر انها كانت واحدا من العوامل التي أدت الى تعقيد المشهد التراجع المتواصل في الزراعة والصناعات الأولية وزيادة عدد العاطلين والمعطلين عن العمل ومضاعفة الهجرات وبأعداد كبيرة وتكرار الحروب الداخلية والحروب مع الجيران وتراجع الخدمات الخ .. فأية مفارقة قادت في نهاية المطاف الى أقاليم اكثر انشغالا بالتقسيم والانفصال عبر حرب الجميع ضد الجميع لمضاعفة إعداد الأيتام والمعوقين والمنفيين في العالم والأشد فقرا والتراجع الحتمي في المعرفة والخدمات والتنمية البشرية ... انها مفارقة تكاد تبلغ ذروتها عندما نجد انها حولت مصادر بِنَاء الحضارة والإنسان والتكامل مع دول العالم الى أسباب تكاد تجعل حياة الانسان اليوم الذي شُيد اعظم الحضارات غير قابلة للاحتمال ان لم نقل: جحيما .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ماجد اسد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat