صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العرب أمهر الخياطين!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أثبت العرب بأنهم من أمهر الخياطين الذين يخيطون ما يصممه الآخرون من خطط وبرامج  , وما أكثر المصممين والتصاميم المتوافدة على أرض العرب , وما أكثر الخياطين الذين يجيدون إنجاز العمل بأسرع وقت وبقدرات فائقة وفعالة.
كل ما يجري في الأرض العربية مصمم وجاهز للتنفيذ , والعرب يتنافسون على تنفيذ التصاميم وتحويلها إلى موجودات واضحة ومؤثرة في الحياة الدامية في أروقة بلدانهم.
فلماذا يجيد العرب الخياطة , ولا يعرفون التصميم؟!
هل لأنهم توارثوا سلوك التبعية والعجز وعدم القدرة على صناعة الحياة , والإمعان بالتغني بما يساهم بتدميرها وتقليل أهميتها , والتيقن بفنائها , فلا معنى لأي شيئ فيها , مادام البشر يموت , وكأنه جاء للدنيا لكي يحقق هذه الغاية , مما دفع إلى إشاعة ثقافة الموت في ديارهم.
العرب من أغرب الأمم في هذا السلوك الذي يندر وجوده في مجتمعات أخرى , فهناك العديد من المجتمعات التي تم إحتلالها في السابق من قبل قوى كبرى , لكنها ما أذعنت وإستسلمت وخنعت , وفقدت قدرات صناعة الحياة وما أجادت الخياطة والتنفيذ , وإنما التصميم والإنجاز وفقا لمصالحها وتطلعاتها الوطنية.
العرب من الأمم الفريدة في الدنيا بهذا التفاعل الغريب الذي جعلهم أمة واهية , وهي تمتلك أكثر من ثلاثة أرباع طاقة الأرض ومواردها الطبيعية , وذات موقع جغرافي متميز وموروث حضاري فريد , فهم أقوى أمم الأرض حسابيا , وأضعفهم عمليا , والسبب الأكبر في هوانهم , هو فرقتهم ومعاداتهم لبعضهم البعض , وإستقدام الغريب للنيل من أخيهم العربي , وبهذا السلوك ذهب العرب أجمعين إلى هاوية سوء المصير.
فما عادت الدول العربية ذات سيادة وعزة وكرامة وقوة وقدرة على الحياة المعاصرة , وإنما معظمها قد صار تابعا , أو محتلا , أو تحت الإنتداب , وبعضها تحولت إلى قواعد حرة لدول كبرى , فلا حول ولا قوة لأية دولة عربية , ولا قابلية على إتخاذ قرار رشيد , وإنما جميعها في حالة دفاعية أو تم دفعها إلى منزلقات لا مخرج منها.
فالعرب اليوم يقتلون من بعضهم البعض ما لا يصدقه أي عدو لهم , بل أن الحكومات العربية تقتل شعبها , وأكبر دولهم منهارة بلا قدرة على تحقيق الأمن والحفاظ على البلاد من الذين يعيثون فيها فسادا ودمارا وقتلا للعباد.
ولايمكن فهم هذا السلوك إلا تنفيذا لأجندات , وخياطة لتصاميم أزياء يتم إرتداؤها والظهور بها على أنها الزي الذي يجب أن يسود , ويعبّر عن ثقافة الحياة الجديدة المطلوبة لتحقيق مصالح الآخرين فحسب.
د-صادق السامرائي
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/02



كتابة تعليق لموضوع : العرب أمهر الخياطين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net