صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

"الحرب خدعة"!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه حكمة أو منطوق سلوكي تكرر على لسان أجيالٍ وأجيالٍ وأجيال , ولا نزال نردده , وما تعلمنا فن الخدعة في الحرب , بل تحوّلنا مرارا وتكرار إلى مَخاديع (يسهل خدعنا وتمرير المخططات علينا).
فواقعنا صار ميادين خُدَع , ونحن اللاعبون المهرة لتمرير إرادة أية خدعة مفبركة ضد مصالحنا ومرتكزات وجودنا الإنساني والحضاري والوطني.
"الحرب خدعة" , والأمم والشعوب تعرف ذلك وتمارسه بحذق وإقتدار يصب في مصالحها الوطنية , ويؤمّنها من المخاطر والمداهمات التي تؤذيها وتتسبب لها بالعناء.
بينما الحياة في ربوع المخاديع تتصاخب وتتلاحب وتشتد إضطرابا ونضوبا وفتكا بالموجودات كافة.
والأمم التي يتكاثر فيها المَخاديع لا تحقق مفيدا , ولا تتمكن من الحفاظ على سيادتها وكرامتها , وتفقد قدرات الحياة الآمنة المطمئنة , وتصبح مطية لتحقيق مصالح الطامعين فيها , وكلما إزداد وابل الخدع وتراكمت عليها الخطوب والمواجع , تنامت فيها التفاعلات السلبية المفضية لإندحارات متواكبة وخسائر شديدة , تكلفها الكثير من طاقاتها وثرواتها , وتأخذها إلى مسارات النزيف العنيف.
وواقع المجتمعات العربية يوّضح هذا المنحى المترجم لآليات "الحرب خدعة" , ذلك أن معظم الساسة قد إنخدعوا , أو إنطلت عليهم الخدع , وتم وضع العديد منهم على سفوح المنزلقات وتسليط القوى الدافعة لهم لينحدروا إلى أسفل سافلين.
حصل ذلك في العديد من البلدان التي تورطت بمنزلقات الخسران والعدوان على بعضها , وما أدركت الخدعة وما سيتولد عنها من تداعيات وتكاليف وتطورات , ستجبرها على الإرتهان والتواكل على غيرها للخروج من قاع البهتان.
وإن الخدع تُعَدّ في مطابخ متنوعة الألوان , ومصائب العرب في أزيز الفوران.
فالخدع الداخلية والإقليمية والعالمية هي التي أصابت العرب بمقتل , وشرذمتهم , وقاتلتهم , وحولتهم , إلى طوائف وفئات متصارعة متكالبة على التسلط والتواصي بالفساد والإمتهان.
فهل سيدركون جوهر الخدعة الكبرى , ويتحررون من قيودها , ويبدؤون عصر إتحادٍ وتفاعلٍ وتواصلٍ يعيد لهم شيئا من عزتهم الممرغة في وحل الهزائم وطين الغثيان؟
وهل سيتعلمون ثقافة الخدعة ومهاراتها , ويتأهلون لإبتكار خدعهم وتمرير مخططاتهم اللازمة لتأمين مصالحهم والحفاظ على سلامة أوطانهم ومستقبل أجيالهم؟
تساؤلات وأجوبتها , في جعبة المُخادعين المنتصرين على العرب!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/28



كتابة تعليق لموضوع : "الحرب خدعة"!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net