ذهب الوهابي وغدره وإجرامه!
د . احمد راسم النفيس

 أحيانا يردد بعض ضعاف العقل والمعرفة عبارة: ذهب المعز وسيفه للتدليل على قدرة السلطة الغاشمة على بسط نفوذها وتخيير الناس بين الخضوع خوفا أو قبول الرشى والتزام الصمت.

ضعاف العقل والمعرفة لم يقرأوا تاريخ المعز لدين الله الفاطمي وكيف استخدم سيفه دفاعا عن الإسلام والمسلمين وكيف أنفق ذهبه بسطا للأمن وتعميما للسلم بينما نرى الآن كيف استخدم الوهابي ذهب المسلمين المنهوب لتعميم الخراب ونشر الدمار والعداوات بين أبناء الإنسانية المبتلاة بهذا الصنف من المجرمين.
لا تكاد تنجو بقعة من بقاع العالم الإسلامي من التوحش الوهابي الذي يرسل انتحارييه لقتل المصلين الراكعين بينما يردد عبيد الذهب الوهابي إداناتهم لضحايا الغدر الإجرامي محملين الشيعة عامة وإيران خاصة كامل المسئولية عن جرائم يزعمون أن إيران تفكر وتخطط وتنوي ارتكابها!
لا فرق بين ما يصدره شيخ الأزهر (رجل العام) من بيانات وما يدلي به يونس مخيون وياسر برهامي من تصريحات تحذر من (الخطر الشيعي) ودليلهم الأبرز هو (إجماعهم على الكذب والتدليس)!
يُقتل المصلون وأطفال المدارس ومرتادو الأسواق فتنهمر التصريحات من هؤلاء وهؤلاء ومن (خبراء الجماعات) لتحمل إيران مسئولية هذه البشاعات لأنها (المستفيد الوحيد) من كذا وكذا!
لو كان الانتحاري، صاحب الحزام الناسف أو قائد المفخخة شيعيا لأمكن مناقشة تلك الفرضية، أما أن يكون من دبر وخطط ومول ونفذ هذا الإجرام وهابيا، فليس لنا إلا القول أن الإجرام والتوحش وهابي صرف وأن التغطية الإعلامية التي يقوم بها هؤلاء هي ثمرة الذهب الوهابي الحرام الذي يناله ذلك الصنف من الكائنات التي لا تخاف عاقبة الكذب ولا تخشى يوم الحساب!
هكذا بسط الوهابي نفوذه وهيمنته ليس فقط على ضعاف العقول بل أيضا على ضعاف الإرادة الذين يخافون مضاعفة المجرم الوهابي عدد مفخخاته التي يفجرها ضدهم بالفعل أو يوقف ضخ معوناته التي لا تغير شيئا من الواقع، وكل من هنالك أنها تؤخر لحظة مواجهة الحقيقة وحتمية الخروج من دائرة الابتزاز والولوج إلى عالم الحرية وامتلاك كامل الإرادة.
للجهلة الذين يستخدمون العبارة (ذهب المعز وسيفه) نذكرهم بما قاله المقريزي في وصف جيش المعز (ومنهم معد ولم تكن جيوشه تعد ولما أوتيه حد، من كل ما يسعد فيه جد، وقيل أنه لم يطأ الأرض بعد جيش الإسكندر المقدوني أكثر عددا من جيوش المعز)، وأن هذا الجيش هو الذي كسر حملات الروم البيزنطيين على بلاد الشام وأجبرهم على التراجع والقبول بالسلم.
أما ذهبه والعهدة على المقريزي (ذكر الأمير المختار عبد الملك المسيحي في تاريخه أن خزانة الخاص حملها لما خرج العزيز إلى الشام عشرون ألف جمل خارجا عن خزائن القواد وأكابر الدولة).
هذه الأموال الطائلة أنفقت لحفظ بلاد المسلمين ولبسط السلم بين الناس، (حيث بلغه وهو بالمغرب أمر الحرب بين بني حسن وبني جعفر بن أبي طالب بالحجاز وأنه قتل من بني الحسن أكثر ممن قتل من بني جعفر فأنفذ مالا ورجالا سرا سعوا في الصلح بين الطرفين حتى اصطلحوا وتحملوا الحمالات عنهما‏.‏ وكان فاضل القتلى لبني حسن عند بني جعفر سبعين قتيلاً فأدى القوم ذلك إليهم وعقدوا بينهم في المسجد الحرام صلحاً وتحملوا دياتهم من مال المعز وذلك في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة).
هذا هو الفارق بين (ذهب المعز وسيفه) و(ذهب الوهابي وغدره وإجرامه وتوحشه)، الذي يقتل عشوائيا ويشتري الذمم والضمائر (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . احمد راسم النفيس

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/04



كتابة تعليق لموضوع : ذهب الوهابي وغدره وإجرامه!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net