صفحة الكاتب : عباس الكتبي

أطباء"الدبل ڤاليوم"!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الحكم التي قيلت: خير الناس من نفع الناس. 

من أبرز مصاديق هذا القول هي مهنة الطب، فقبل أن تكون تجارة، أو ظيفة لكسب المال، فهي عمل أنساني وأخلاقي قبل كل شيء، ويعطى العامل بها، أجراً كثير وثواب جزيل، إذا نوى عمله لله عز وجل، فمهنة الطب أيضاً تدخل ضمن الأحاديث الشرعية، التي حثت على قضاء حوائج الناس، وتفريج الهم عنهم، وإدخال السرور على قلوبهم. 

كان الإمام علي عليه السلام، يصف رسول الله" صلى الله عليه وأله":(طبيب دوّار بطبهِ)، فهو لا ينتظر المرضى أن تأتي إلى عيادته، بل كان يذهب إليهم، من موقع الشعور بالمسؤولية، والأحساس بالآخرين، والرحمة التي ملأت قلبه، فمرضى النفوس والقلوب، الذين هم في مواضع الغفلة، وموطن الحيرة، أشد من مرضى الأبدان!. 

إذا غاب القانون والضمير عن الانسان، حلّ محلهما الفوضى والتسيّب.

في العقد الثمانيني من القرن المنصرم، حيث يخشى الناس من مخالفة قوانين حكم البعث، كان طبيب الأختصاص والجراح والأستشاري، ملتزمون في خفاراتهم الليلية، والقانون لايسمح لهم بفتح عيادات خاصة، إلا من مضى عليه 10 أعوام في مهنته، ويكون ذلك في يومي الخميس والجمعة فقط. 

ما يجري الآن في مستشفياتنا، مهزلة وأنتكاسة بحق الطب، وأستهزاء بالأنسان العراقي، من قبل أطباء لا يلتزمون بقانون، ولايستشعرون بمعاناة وآلام المرضى، وخلعوا عن أنفسهم رداء الأنسانية، لو ذهبت إلى المشفى في الليل، فأنك لا تجد سوى طبيب واحد خفر، من الذين تخرجوا حديثاً من كلية الطب، وجاء معايشة، وإذا واجهته حالة طبية حرجة لا يعرف ماذا يفعل، ولولا خبرة المعاون الطبي، ترثى لحاله ولحال المريض!. 

نأمل من السيدة وزيرة الصحة"عديلة حمود"، أن تتنكر ولا يعرفها أحد، ثم تقوم بزيارة ليلية لأحدى المستشفيات، مثل ما فعلتها قبل، للأطلاع على واقع الحال، لكي تتخذ أجراءات تأديبية بحق الأطباء المتسيبين. 

الشيخ الرئيس أبو علي أبن سينا، من أشهر الاطباء، وأول من كتب في الطب، ومن أشهر كتبه، كتاب"القانون في الطب"، ودرّس في الجامعات الأوربية لبضعة قرون، كان يدور على المرضى ويتعهدهم مجاناً، لا يطلب ولا يجمع منهم، يفعل ذلك قربة إلى ربه، وحباً في العلم. 

أين أطباءنا من الشيخ الرئيس؟! لا همّ لهم سوى جمع المال، فالطبيب بعد تخرجه بسنة، فتح له عيادة، وبالسنة الثانية بنى له بيت من"دبل ڤاليوم"، وهذه هي غايته من دراسة الطب، وكثير من المرضى ماتوا بسبب قلة خبرتهم ومعرفتهم. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/26



كتابة تعليق لموضوع : أطباء"الدبل ڤاليوم"!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net