مضى شهيداً وخلفَهُ سبعة بدور
مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية

🔹نروي لكم قصةُ شهيدٍ أبى أن يُغمض عينيه تحت سقف بيته المتهالك، فأغمضهما تحت نيران المدافع مُفترشاً رمال المعارك ..
🔹كان وحيدَ إمهِ وأبيه إذ ليس لهما غيره، ويوم التحق بسوح القتال كان له سبعة أولادٍ كبيرهم كان له مِن العمر اربعة عشر عاماً أي إن غالبيتهم كانوا صغاراً يحومون حولهُ كالطيور، ويستظلون تحت جناح حنانهِ وعطفهِ.
🔹لم يكن يملُك سوى كنز الولاية وثروة طاعته لنائب إمامِ زمانه (عجل الله فرجه)، يسكنُ بيتاً متهالكاً على وشك الإنهيار، وقوت عيالهِ مِن اقسى همومه، ورغم كل ذلك خرج غير متردد،ٍ وعرج بنقاء انفاسه وطهارة قلبه الى ساحات الفخر والشرف، مُلبيًا نداء المرجعية العليا مُدافعاً عن ارض المقدسات حتى سقاها بدمهِ الزاكي؛ ليحتج به على الظالمين عندما يقفُ بين يدي جبار السماوات خصماً للمعتدين.
🔹تنقل زوجته ملاحظتها له عندما عاد الى منزله في المرة الاخيرة قبيل التحاقه الأخير، حيث بات ليلتهُ الاولى وهو مترددٌ في العودة الى جبهات القتال، ولم يكن سببب ذلك الخوف او التخاذل؛ بل كان السبب هو الفقر وجور الدهر وحال اطفاله في غيابه، فلم يمضِ سوى ليلتهُ الاولى حتى انكشف الظلام وبزغت الشمس؛ ليعلن عن عزمِهِ بالعودة الى سوح الجهاد، وكأنّ هتاف الخلود يناديه ليلتحق بالركب الاعظم، فغادر ولم يعد؛ حيث التحق بجوار ربه شهيدا، نعم إنها الشهادة التي اختصرت به الطريق حتى اوصلَتهُ بجنات النعيم.
🔹مضى شهيداً وخلفهُ سبعة اولادٍ بعمر الزهور في احضان زوجهِ المريضة، ولكن المرجعية التي افتت بالجهاد لم تترك عائلته من غير رعاية؛ فقد كان لمؤسسة العين الحضور الأول في يوم استشهاده، فاحتضنت عائلتهُ بأكملها منذُ يوم عزائهم الأول، وأجرت راتباً شهرياً لكلّ فردٍ منهم، وتم الاهتمام بمرض زوجة الشهيد ومتابعة حالتها الصحية والسعي في اجراء العملية الجراحية التي كانت تحتاجها حيث تم استئصال احدى كليتيها وهي الان تتقدم نحو التحسن بفضل الله وحمده، ولا زالت المؤسسة متواصلة في متابعتها لوضع العائلة ومستمرة في تفقد احوالهم وقضاء حوائجهم.
 

الموضوع السابق سيد الشهداء تصفه بـ"الجريمة".. وجند الإمام تكشف تفاصيل القصف على عناصرها

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat