صفحة الكاتب : عباس الكتبي

الإمام زين العابدين قائد الجموع المليونية
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عن زرارة عن أبي عبدالله"عليه السلام": أن السماء بكت على الحسين ـ عليه السلام ـ أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما أختضبت أمرأة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيدالله بن زياد، وما زلنا في عبرة من بعده. [مستدرك الوسائل للنوري]

يقول السيد عبد الرزاق المقرّم:(
هذا الحديث يؤكد العادة المستمرة بين الناس من الحداد على الميت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الأحتفال بتأبينه يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاؤه لم يختص بها المسلمون، فإن النصارى يقيمون حفلة تأبينية يوم الأربعين من وفاة فقيدهم.
يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه، المسماة عندهم بصلاة الجنائز، ويفعلون ذلك في نصف السنة وعند تمامها، واليهود يعيدون الحداد على فقيدهم، بعد مرور ثلاثين يوماً وبمرور تسعة أشهر، وعند تمام السنة، كل ذلك إعادة لذكراه وتنويهاً به، وبآثاره واعماله إن كان من العظماء ذوي الآثار والمآثر).

لمّا وصلت إلى العراق، قافلة السّبايا بعد رجعوهم من الشام، قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء، فوصلوا إلى مصرع الحسين، فوجدوا جابر بن عبدالله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل رسول الله قد وردوا لزيارة قبر الحسين"عليه السلام" فتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا في كربلاء ينحون على الحسين ثلاثة أيام.

لم يجد السجاد"عليه السلام"بداً من الرحيل من كربلاء إلى المدينة، بعد أن أقام ثلاثة أيام، لأنه رأى عماته ونساءه وصبيته، نائحات الليل والنهار، يقمن من قبر ويجلسن عند آخر.
لما قرب من المدينة نزل علي بن الحسين وحط رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه، خرج الناس يهرعون ولم تبق مخدرة إلا خرجت تدعوا بالويل والثبور، وضجت المدينة بالبكاء، فلم ير باكٍ أكثر من ذلك اليوم، وأجتمعوا على زين العابدين يعزونه، فخرج من فسطاطه وبيده خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه مولى معه كرسي، فجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، وأرتفعت الأصوات بالبكاء والحنين، فأومأ إلى الناس أن أسكتوا فلما سكنت فورتهم قال عليه السلام:

الحمد لله رب العالمين،... أيها القوم، إنّ الله تعالى وله الحمد أبتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبدالله الحسين عليه السلام وعترته، وسبيت نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان، من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.

أيها الناس، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله، أم أي منكم تحبس دمعها،... فلقد بكت السبع الشداد لقتله؛... أيها الناس، أي قلب لا ينصدع لقتله، أم أي فؤاد لا يحن إليه، أم أي سمع يسمع بهذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصم.

أيها الناس، أصبحنا مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك وكابل، من غير جرم  ولا مكروه أرتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلا أختلاق، والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة، ما أعظمها وأفجعها وأكظها وأفظها وأمرها وأفدحها، فعند الله نحتسب ما أصابنا، وما بلغ بنا، فأنه عزيز ذو أنتقام.

المصدر:(مقتل الحسين للمقرّم).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/03



كتابة تعليق لموضوع : الإمام زين العابدين قائد الجموع المليونية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net