كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الربيع والخريف

 


   السنة اربع فصول ، فصلان متناقضان  ، بالمعنى البسيط للتناقض ، وفصلان
وسيطان يُعدلان هذا التناقض لأجل النبات ، الحيوان والانسان...
 الصيف الحار ، والشتاء البارد.
لكن الطبيعة لا تنتقل بنا من حر الصيف الى زمهرير الشتاء ، ولا تذهب بنا
من برد الشتاء الى سخونة الصيف مباشرة ، وإنما اختارت لنا فصلان يُعدلان
ذلك ، ولا يكون مكانهما الا بين هذين الفصلين المتطرفين في البرد أو في
الحرارة!
 صيف حار ، ثم خريف معتدل ماطر ، فشتاء بارد مثلج قارس ، بعده ربيع مشمس
معتدل فصيف جاف شديد الحرارة .....
حتى الاشجار اختارت الفصلين المعتدلين لتمارس الحياة والموت ، فالأوراق
تتساقط في فصل الخريف ، والبراعم تتفتح في فصل الربيع.
لا يمكن التحول من الحر الشديد الى القر الشديد الا  عبر فصل وسيط وهو
الخريف ، ولا يمكن أيضا الانتقال من البرد الشديد الى الحرارة الشديدة
الا بفصل وسيط هو الربيع !
 مذهب الطبيعة الاعتدال وتعديل ما هو غير معتدل ، يا ليت الانسان يتعلم
من الطبيعة ، فهو ايضا في حالة لا توازن وعدم الاعتدال....
 يحتاج الى اعتدال بين تطرفين .... يحتاج ذلك عقلا ، روحا ، فكرا
ووجدانا! يحتاج الى الربيع والخريف ، حتى لا يقتله حماسه الحار أو جموده
البارد...
اعتدال بين التطرف والتساهل  والاستلاب.... بين التطرف في الدين ،
والوطنية ، والعلاقة مع الاخر ، واللغة والهوية .... وبين التساهل
والتميع في الدين ، والوطنية ، والعلاقة مع الاخر ، واللغة والهوية

طباعة
2015/10/18
2,349
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!