كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

في حقيقة المسخ و الممسوخات

 المَسْخُ في اللغة هو تحويل خَلقٍ عن صورته الأصلية إلى صورة قبيحة ، أو تحويل صورته القبيحة إِلى صورة أَقبح منها ، أو تحويل خَلْق إِلى صورة أُخرى ، أو تشويه صورته  .
فالمسخ ليس خلقاً جديداً ، و إنما هو تقبيح لصورة الموجودِ المخلوقِ من قبل ، و هذا ما تُصرِّح به الآيات القرآنية الكريمة .
فالممسوخين كانوا بشراً مسخهم الله على صورة حيوانات فأصبحوا على هيئة تلك الحيوانات و صورتهم تقبيحاً لهم و لعملهم حتى يكونوا عبرة لمن يأتي بعدهم  .
و هنا لا بُدَّ من التنبيه بان الحيوانات التي تعرف بالممسوخات كالكلاب و الخنازير و غيرها الموجودة في العصر الحاضر ليست منحدرة من أولئك البشر الذين مسخهم الله على هذه الصور .
فقد رُوِيَ عن الإمام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) أنه قال : (( ... وَ أَمَّا الَّذِينَ تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ الْمُصَوَّرَاتِ بِصُوَرِهَا فَإِنَّمَا هِيَ أَشْبَاهُهَا لَا هِيَ بِأَعْيَانِهَا وَ لَا مِنْ نَسْلِهَا ... ))  .
و الحيوانات التي تُعدُّ من الممسوخات إنما سُمّيت مُسوُخاً استعارةً لكونها على صور أولئك الممسوخين ، و لهذه الحيوانات أحكام خاصة في الفقه و الشريعة الإسلامية  .
إن الممسوخين لم يبقوا أكثر من ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتوالدوا ، فقد رُوِيَ أَنَّ الْمُسُوخَ لَمْ تَبْقَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَ أَنَّ هَذِهِ مُثُلٌ لَهَا ، فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ أَكْلِهَا  .
و يظهر أيضا من مراجعة الأحاديث أن أفراداً من الأمم السابقة عوقبوا بالمسخ جزاءً على أفعالهم القبيحة و ارتكابهم لبعض الذنوب .
من أبرز الأقوام التي نالت عقاب المسخ هم أصحاب السبت : و هم قوم من بني إسرائيل ( اليهود ) الذين عصوا أمر ربهم و خالفوا نبيهم فمسخهم الله صورتهم إلى قردة  .
قال تعالى : (( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ )) سورة البقرة ( 65 ) .


 

طباعة
2015/10/05
3,801
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!