صفحة الكاتب : محمد الحسن

ليلة دخول داعش لـ(الخضراء)..!
محمد الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إنّه يومٌ قريب, فمخرجات (الحشد المدني) إختلفت جذرياً عن نتائج الحشد العسكري..من لا يرى هذا اليوم, لم يتقن فهم التاريخ, الحركة ذاتها؛ عندما يأكل الإنسان نفسه!..
في الجبهة حرب شرسة, وفي العراق ثورة تطالب بالإصلاح لكنّها لا تريد إصلاح ذاتها!..كل شيء مبهم, سوى شيئاً واحداً بات واضحاً؛ الدم هو الوسيلة التي ستحدث بها الفتنة. الدعوات والنوايا الحسنة, والشعارات المثالية, لا يمكن الإعتماد عليها؛ فعنصر الخرق حاضر بقوة في ساحات التظاهر. لذا, وبما إنّ البلد في حالة حرب؛ فالحراك أمام طريقين: مراقبة حزمة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة وإتاحة الفرصة المناسبة لتحقيق تلك الإصلاحات. أو الذهاب إلى المجهول, عبر تظاهرات بمطالب متناقضة وفوضوية تصل لدرجة التخريب أحياناً, والقتل حيناً. يبدو إنّ التغذية المخابراتية الخارجية حبكت العملية, وهي تعد لفوضى شاملة بغية إنتاج عراق جديد مغاير لما يطلبه الشعب!.
لعل (الجُمع) القادمة سشتهد تلك الفوضى..نازحون بالآلاف, خلايا نائمة, وجماهيرغاضبة يسهل إستغلالها. جميع عناصر اللعبة متوفرة, وساعات الوجع القادم مؤلمة..طعنة نوجهها لجيشنا وحشدنا, وهل ينفع بعدها حنين لماضي؟!
حينها, لن يهنأ مدني في جلسة على حدائق أبي نؤاس, ولن يلتق مؤمن ربّه في جامع أو كنسية..ستنكفأ الحياة لسنوات الموت, ستتشوّه ساحات المدينة وتخلو عنوةً من مرتاديها, وجند الخليفة يجوبون شوارع العاصمة بظفائرهم لإحصاء همسات العشاق وتشويه جذور الجمال!..
سيُنتزع الجميع من مدنيّته قهراً, ليحمل جواز (أيمان) موقع بختمٍ أفغاني..لا مجال للإحتجاج آنذاك؛ فمرتزقة الخليفة لا يجيدون إستخدام خراطيم المياه لفضّ التظاهرات, لو سلمّنا بوجود من يجرأ على التظاهر في ساحاتٍ تملؤها رؤوس المخالفين أو المشكوك بولائهم (الخلائفي). في تظاهراتنا ضد الفساد, وجدنا آذاناً صاغية وأفواهاً مرددة, وبعض الوعود التي ننتظر تحققها؛ ما بعد تلك الليلة, سيدخل البغاة للخضراء, وقد نفرح بموتِ فاسد أو هرب سارق؛ بيد أنّنا سنحزن كثيراً على رؤوس كانت تصدح بيننا, جزرتها سكين شيشانية!..هل ستسقط بغداد حقاً؟!
لن تسقط بغداد بسهولة, سيما إنّ التظاهر السلمي بات أمراً ضرورياً, لكنّ الحرب تؤجل أشياءاً كثيرة وتضبط إيقاع الجمهور حول هدف أساسي لا يعلو عليه غيره؛ تحرير الأرض. لما الخشية إذن؟..
 لقد دخلت دوائر كثيرة, ولعل داعش في مقدمتها..الجميع له أهدافه, والأبرز؛ فك الحصار الذي تفرضه قواتنا الأمنية على الدواعش, وإغراق العاصمة بفوضى عارمة.  فوضى بغداد ستكون مروّعة, ومن أهون شرورها؛ تمكين أمراء الحروب, ولا صوت يعلو وسط قعقعة السلاح..لنتذكّر بعض أسباب الكوارث؛ إعتصامات الأنبار كانت مشابهة لما يحصل اليوم في الوسط والجنوب, وقد إستجابت الحكومة لبعض مطالبهم, ورفعوا السقف, ثم إستجابت وأرتفعوا رفعة أخيرة, إذ حدث بعدها الإعصار. وعاد بحث الإنساني الفطري عن دارٍ يسكنها..!‏

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/25



كتابة تعليق لموضوع : ليلة دخول داعش لـ(الخضراء)..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net