صفحة الكاتب : اسيا الكعبي

ميزان الاصلاح بين أكف العدل والقضاء
اسيا الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اسيا الكعبي

العدل أساس الملك وينبوع الحق وإن جميع الشرائع السماوية والحضارات نادت بإقامة العدل عبر مر العصور حيث جاء في القرآن الكريم : (( إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )), وفي اية اخرى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) وجاء في الحديث الشريف : (( عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة )) , اما القضاء فهو جهاز يعمل فيه القاضي للنطق بالحكمِ العادل بل النطقِ بالعدل في كلمة واحدة جامعة. ولا قضاء سليما بدون عدل صحيح حقيقي. فالقضاء الذي لا يحقق العدل ويضر ويؤذي فهو ما يستعيذ منه المؤمن ويتوجه إلى ربه بشأنه بهذا الدعاء:(( اللهم اجعل في قضائك لطفا)).

 

فالعالم العربي والاسلامي بأمس الحاجة الى المؤسسات القضائية ومؤسسات العدل من كل وقت مضى لان العدل هو الانصاف ,وكذلك الى الحاجة الاكثر اهمية هي  حكم القاضي النزيه المنصف , ولاسيما في بلد مثل العراق تتحكم به دول خارجية ومليشيات وقوى داخلية تتنازع على السلطة ففي مثل هذا الحال يكون من الصعب أن نحصل على قضاء مستقل وعادل غير مسيس ولا يتأثر بالضغوط الطائفية والشخصية , ولا يقبل الشك باننا  نعلم بان الغالبية ممن وصل إلى مركز القرار قد تأمر على هذا البلد وبسب تعارض مصالحهم , فيفضح احدهم الأخر لتتقطع سلسلة الشر وتتهاوى قيود الظلم من حول حلقة احاطت بالشعب وقيدت حرياتهم وحقوقهم المشروعة .

 

لذا فان ثورة الشارع العراقي اليوم لإصلاح القضاء وصوت شعبه بات واضحا وحاسما يفوق في دويه بقية المطالبات ، لان البلد يحتاج الى مكافحة الفساد بكل اشكاله والفساد لا يمكن السيطرة عليه الا من خلال قضاء نزيه ومستقل وقوي كونه يشكل ركنا مهما لاستكمال حزم الاصلاح ولا يمكن ان يتم الإصلاح الحقيقي دونه , فالمطالبة بإقالة مدحت المحمود،  باعتباره الكفيل بإجراء الإصلاحات المطلوبة داخل السلطة القضائية يعتبر من التغييرات الاساسية والجوهرية المطالب بإقرارها كونه غير كفوء ولا يمثل مرحلة الاصلاح بتاتا والقضاء مرهون بأيدي هذا الرجل الذي صار تغييره أمراً واجبا , والاخذ بعين الاعتبار وجود شخصيات نزيهة قادرة على معالجة كافة ملفات الفساد السياسية والادارية وبعيدة عن التطرفات الاخرى ولم تلوث ايديهم بالرشوة ولا تأخذهم بالحق لومة لائم.

 

 

ومن المعروف منذ فجر الاسلام ان القاضي  يستقل بسلطته عن سائر السلط  وأن يستلهم حكمه من ضميره الحر، وأن يراقب اللّه وهو ينطق بالعدل طبقاً لما أمره به , ويكون حكمه للقوانين عن طريق ادلة وبراهين اعتمدت البحث العميق عن مقاصدها، واستحضار مقاصد السلطة المعهودة والحكيمة المناط إليه بتطبيقها ، وليختار من بين هذه الأحكام على ضوء ذلك كله أعدلها أو أقلها قسوة.

 

 

فعليه يجب على القضاء اليوم أن يأخذ سلطته الواسعة التي خولها له القانون الحضاري المعاصر ويكون مدرسة لتأهيل المجتمع لممارسة الفضيلة الديمقراطية ويتبنى واجبه تجاهه بحماية حقوق أنصار الديمقراطية من خصومه ، ويوفر له المناخ القانوني للعمل في ظل القانون واحكامه القضائية العادلة ليكون الميزان القضائي منصفا بين اكف القضاء والعدل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسيا الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/22



كتابة تعليق لموضوع : ميزان الاصلاح بين أكف العدل والقضاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net