المرحلة الراهنة تتميز بكثرة المبوقين , أصحاب الرايات الإنفعالية والشعارات العاطفية , والكلمات التضليلية , والأفكار السوداوية , المحشوة بطاقات الإنتقام والنسف والمَحق , وإقتلاع جذور الوجود والموجود. وتحقيق أعلى درجات الويلات والتداعياتت والخسران , والذين يحسبون أنهم الفائزون الرابحون الأباة الشجعان , وما يقومون به لا يتعدى تعبيرهم عن دور المَطية والخذلان , والإنقطاع التام عن الهوية والجوهر والكيان. فتراهم يرددون ما يدور في أروقة الكراسي المأسورة , وما في رؤوس المصفدين بقيود التبعية والإذعانية. وما أقوالهم وتصريحاتهم وخطبهم , وما يكتبونه إلا بهتان في بهتان , وما يبذرونه في النفوس ويشيعونه بين الخلق المبتلى بهم , خبيث إبن خبيث , ومناهض للطيب ويقاتل المعروف , ويمثل المنكر الصريح. ويجتهدون في تسويغ الخطايا والآثام وتبريرها وتقليدها , والدفاع عنها والإمعان بإستلطافها وتحبيبها , لأنها من طقوس التقرب إلى ربهم المُصنع على مشيئة أهوائهم , ونفوسهم الآمرة بأسوأ من السوء. أبواق وما أدراك ما هي , وما أكثرها وكيف إنتشرت وترعرعت وصارت لها أدوات وطوابير إبرازٍ وتسويق وتزويق , وبهرجة وتلميع , وإضفاء المزيد من أقنعة الخداع وألوان التضليل. فكل ما فيهم قد دخل غرفة المكياج التبويقي ليبدو للآخرين على أنه أصيل , ويتحدث بإسم وطن ذبيح وشعب طريح , يعاني من مرارات القهر وآليات الفتك بالإنسان , والأخلاق والقيم والمبادئ والمعايير , وتطلعات الصيرورة الإنسانية الرحيمة , التي نادت بها جميع ألسنة السماء والأرض , وكل مُصلح وصاحب حثالة خير ورحمة وألفة ورأفة. أبواق أحالت الألوان إلى لون أسود , والأصوات إلى صوت نحيب , وسرقت الإبتسامة والفرحة , وآذت العيون وأدمعتها , وحفرت الوجوه ومزقت وجناتها وقسماتها وتعابيرها فتحولت إلى خواء!! فأية أبواق هذه الأبواق؟!! وهل نفع التبويق يوما مَن سبق؟!!

التعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!