المُبَوِّقون الأشاوس!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

المرحلة الراهنة تتميز بكثرة المبوقين , أصحاب الرايات الإنفعالية والشعارات العاطفية , والكلمات التضليلية , والأفكار السوداوية , المحشوة بطاقات الإنتقام والنسف والمَحق , وإقتلاع جذور الوجود والموجود. وتحقيق أعلى درجات الويلات والتداعياتت والخسران , والذين يحسبون أنهم الفائزون الرابحون الأباة الشجعان , وما يقومون به لا يتعدى تعبيرهم عن دور المَطية والخذلان , والإنقطاع التام عن الهوية والجوهر والكيان. فتراهم يرددون ما يدور في أروقة الكراسي المأسورة , وما في رؤوس المصفدين بقيود التبعية والإذعانية. وما أقوالهم وتصريحاتهم وخطبهم , وما يكتبونه إلا بهتان في بهتان , وما يبذرونه في النفوس ويشيعونه بين الخلق المبتلى بهم , خبيث إبن خبيث , ومناهض للطيب ويقاتل المعروف , ويمثل المنكر الصريح. ويجتهدون في تسويغ الخطايا والآثام وتبريرها وتقليدها , والدفاع عنها والإمعان بإستلطافها وتحبيبها , لأنها من طقوس التقرب إلى ربهم المُصنع على مشيئة أهوائهم , ونفوسهم الآمرة بأسوأ من السوء. أبواق وما أدراك ما هي , وما أكثرها وكيف إنتشرت وترعرعت وصارت لها أدوات وطوابير إبرازٍ وتسويق وتزويق , وبهرجة وتلميع , وإضفاء المزيد من أقنعة الخداع وألوان التضليل. فكل ما فيهم قد دخل غرفة المكياج التبويقي ليبدو للآخرين على أنه أصيل , ويتحدث بإسم وطن ذبيح وشعب طريح , يعاني من مرارات القهر وآليات الفتك بالإنسان , والأخلاق والقيم والمبادئ والمعايير , وتطلعات الصيرورة الإنسانية الرحيمة , التي نادت بها جميع ألسنة السماء والأرض , وكل مُصلح وصاحب حثالة خير ورحمة وألفة ورأفة. أبواق أحالت الألوان إلى لون أسود , والأصوات إلى صوت نحيب , وسرقت الإبتسامة والفرحة , وآذت العيون وأدمعتها , وحفرت الوجوه ومزقت وجناتها وقسماتها وتعابيرها فتحولت إلى خواء!! فأية أبواق هذه الأبواق؟!! وهل نفع التبويق يوما مَن سبق؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat