صفحة الكاتب : امل الياسري

أعلى مراتب الخسران الإقتناع بصورة الصلاة!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إذا ترك العبد التصرفات من عنده، وسلم حكومة أمره ووجوده الى الخالق، كان ذلك لطفاً إلهياً لا يضاهى بثمن، لأنه يعني العزم والتوكل، على البارئ عز وجل في كل شيء، والتفويض إليه بالأحكام، والفرائض والعبادات، وبمقدمتها الصلاة كونها عمود الدين، ومتراسه وأساسه، فلا فائدة ترجى من إرث الشيطان، الذي يغرر بالمؤمن، لينسى موعد صلاته، ولقائه بالملك القدوس، ليتصور أن الراحة في قتل ساعات الفراغ، إنما يكون بمشاهدة المسلسلات المدبلجة، أو المبالغة في متابعة مباريات كرة القدم، وتهيئة أجواء الهدوء والسكينة في البيت، لغرض الإستمتاع باللقاء النوراني الأسطوري، وبالنجوم والمشاهد الخلابة.
نمتلك من العقل والنضج والإستعداد، ما يضعنا في مراتب القداسة، لأننا أصحاب رسالة سماوية، هي ختام الرسالات والأديان، ومن المفترض إمتلاكنا، لثقافة خطابية منبرية متميزة، نؤثر بها على الغافلين والمتكاسلين، عن أداء فروضهم العبادية، ولا نخاف فيها لومة لائم، لذا يجب التعامل مع مسألة الإتيان بالصلاة في أوقاتها، بأنها ضرورة ملحة جداً، والتعاطي مع المكلفين بها، وفق رؤية صريحة هادرة، ولا نسمح بالتماهل او التساهل، لأنها العمود الذي تقف عليه أعمال الإنسان، فكلنا ندرك أن الصلاة، إذا قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها، وهي الكتاب الموقوت للمؤمنين. 
بين النوم واليقظة، هناك أشباح تسكن الأجساد، لتؤدي الصلاة بدلاً عنها، فيلاحظ أن النفوس قلقة، والأرواح تائهة، دون شعور قدسي، في حضرة العزيز الجبار، وتبدو حركات المصلي، وكأنها طقوس رياضية ريائية ليس إلا، وهذا يعني فقدان الإتصال، بالرحمن الرحيم، والإبتعاد عنه كلما نزغ الشيطان في أروقة أجسامنا، وعجل بنا الى النسيان، وهو إستخفاف بقيمة العبادة والمعبود، وطريق تارك الصلاة، جهنم وبئس المصير، لأن الويل (واد عميق في الدرك من النار)، للمصلين الذين عن صلاتهم ساهون، فمجتمع بلا ثقافة دينية رصينة، يؤدي الى نشوء جيل متأرجح، بين الحق والباطل، والحلال والحرام. 
الغافل عن أهمية الصلاة، يمثل الكوميديا الأكثر بؤساً في العالم، لذا فإن أعلى مراتب الخسران، عند الإنسان المسلم، هو الإقتناع بصورة العبادة الحركية، بقشورها الظاهرية، مع تشتت الخواطر، وكثرة الموانع الدنيوية، دون تأدية الفريضة، بحقها، وإستحقاقها، والحرمان من بركاتها، وكمالاتها، التي توجب الغفران، والرضا من الخالق، بثواب أخروي، ومن الناس بتقدير آني، ولو أن الأخرة خير وأبقى، فهي مفتاح السعادة الأبدية، والطريق نحو جنات النعيم، فيا أيها المكلفون: تحرروا من حب النفس، والحياة والدنيا، وهذا ما أعجبني في كتاب، للإمام الخميني (قدس سره)، حول الألطاف الإلهية، في قيام الصلاة بتمامها.    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/25



كتابة تعليق لموضوع : أعلى مراتب الخسران الإقتناع بصورة الصلاة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net