صفحة الكاتب : امل الياسري

كانت هذه الجارية فمن هو سيدها؟
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
روي أن رجلاً قصد سيبويه، لينافسه في النحو، فخرجت له جارية سيبويه، فسألها قائلاً: أين سيدك يا جارية؟ فأجابته بقولها: فاء الى الفيء، فإن فاء الفيء، فاء سيدي، فقال: والله إن كانت هذه الجارية، فماذا سيكون سيدها؟ فرجع خائباً مدحوراً.
نواجه اليوم موجة من اللحن اللغوي، والذي تفشى في مفاصل حياتنا وبشكل يومي، فالكلمات الغربية إكتسحت أحاديثنا في التحية، والسلام، والوداع، والتسوق، والسياسة، أمثال: (أوكي ـ باي ـ هلوـ ماي كاد)، وتلك المفردات ما أنزل البارئ بها من سلطان.
الخواء الفكري وبالتحديد في اللغة العربية، هو السبب في شيوع الأخطاء اللغوية، فهذه جارية سيبويه تجيب رجلاً، أراد منافسة سيدها، فتفاجأ بفصاحتها، وبلاغتها، وذكائها، لإيراد كلمة (فاء) بمعان ثلاثة، فالأولى كانت (خرج لطلب الغنيمة)، والثانية (زالت الشمس عنه)، والثالثة (رجع).
تحتاج الفراشات لقوة مطلقة لتخرج من شرنقة الزمن، وهذا ما نريده من المعلم، لإطلاق تلاميذنا كالفراشات مكتملة النمو، من ناحية لفظ الكلمات بشكلها الصحيح، ومعرفة معانيها ومرادفاتها، لأن لغتنا العربية بحر كامن، تبحر فيه الألفاظ، وتستقر عند مدينة القواعد بحركاتها. 
بعضنا يشكو ضعفاً في اللغة العربية، ولكن المعالجة سهلة، ألا وهي قراءة القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وكتب أهل البيت (عليهم السلام) وفطاحل العلماء والأدباء، فهي ترسانة ضخمة من العلوم، وفي مقدمتها اللغة العربية بفروعها، من نحو وصرف وبلاغة وفقه.
الإخفاق الواضح في إستعمال المفردة العربية الفصيحة، ذات الدلالات البلاغية المتعددة، تجعل التلميذ في المرحلة الإبتدائية، فقيراً جداً لعدم إمتلاكه لها، وسيصبح من الصعب فهمها في المستقبل، لأن العقل في مراحله المبكرة، يستوعب أضعاف ما يستطيع تقبله في عمر أكبر.
وزارة التربية معنية بإصدار كتب اللغة العربية، وفق مناهج حديثة مبسطة، توضح إرثنا العريق في مجال المعاني، مع إيراد طرائف نحوية، فالأطفال لديهم شغف كبير بالحكايات، أما أن تسرد قصص طويلة لإستهلاك عقل التلميذ، ومنه الشعور بالملل، وبالتالي فلا يحب لغته وألفاظها.  
الخطر المترتب على جفاء التلاميذ، لكلام العربية الفصيحة، إنما هو جفاء لمفردات القرآن الكريم، والحديث الشريف، وهو ما تبتغيه أجهزة الموساد اليهودية والعالمية، لغض الطرف عن الدين الإسلامي، والإبتعاد عن المصحف المقدس، والتفكر في معانيه، وهذا جل ما نحذر منه.      

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/06



كتابة تعليق لموضوع : كانت هذه الجارية فمن هو سيدها؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net