صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

السجالات العقيمة والسادرة..حول إنتماء الشيعي وربط عقيدته بمفهوم الخرافه..إلى متى..!!
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  هذا الموضوع يتعلق بحلقة برنامج فى الصميم التى يقدمها (الأستاذ عبدالله المديفربقناة خليجية) وتتعلق تحديدا بالحلقة الأخيرة التى قدمها تحت عنوان (الشيعة والسلم الإجتماعي ـ والتى إستضاف فيها سماحة الشيخ عادل بوخمسين)
 وأما مضمون الموضوع فأبدأه أولا، بتقديم تحيتي وشكري الجزيل للأستاذ المديفر على إهتمامه بتقديم مثل هذه الحلقات الهامة، التى يستضيف فيها ضيوف من مختلف الأطياف والمكونات ومن شتى التخصصات والتوجهات الفكرية والثقافية المختلفة فى بلادنا، وهذا بالطبع هوجزء هام من الرسالة الإعلامية والثقافية، التى يجب الحرص عليها من مبدأ التواصل الإعلامى، لنشرثقافة التوعية والمعرفة للمتلقين، سواء فى الداخل أوفى الخارج، غيرأن  ملاحظاتى التى أود الإشارة إليها هنا تأتي على خلفية هذا اللقاء، الذى أجراه الأستاذ المديفر، مع الشيخ عادل بوخمسين..وفحوى هذه الملاحظات تتعلق تحديدا ببعض الأسئلة المطروحة فى الحلقة، وقد لفتتني طروحات بعض الأسئلة السادرة التى يكثرويتكررترديدها ضمن الحملات التشويهية على الطائفة الشيعية، وقد يعتقد الأستاذ المديفر هنا، من وجهة نظره، بأنها أسئلة عادية وجريئة وتخدم سياق الحلقة وتطرح بعض القضايا والأموروالإشكالات الغامضة المتعلقة بالشيعة..!! 
 وربما هذا من حقه وربما فيه بعض الصحة أيضا، ولكن مايكشفه الواقع حقيقة وبشكل دقيق وواضح فى هذا السياق، هوأن طبيعة بعض الأسئلة المطروحة ذاتها..  أرى أنه يغلب عليها طابع السداجة والجهل، اللذان يحيطان ويسيطران على طبيعة أغلب تلك الأسئلة، وهي للأسف أسئلة تنبع فى الأساس، من نفس ومنظوروذات الثقافة السائدة لدينا، والتى تصورفى أقل مصطلح للتعريف بها، وهي أنها عقيد تقوم أوتصطبغ بطابع ومفهوم الخرافة..!! 
 وأسباب ذلك قطعا جاء كما يعرف الجميع، من واقع ونتيجة الحملات والتعبئة التحريضية المستعرة منذ سنين طويلة، والمشمولة بالخطاب المنبري والإعلامي والمقروء والمسموع والمرئي والتعليمي المشوه، والآن لحقتها أيضا قنوات التواصل، فى جانب تعميق شرخ هذا التشويه، حول عقيدة الشيعي الهلامية الغريبة، والتى تربط عادة بحسب تلك الثقافة السائدة وإبرازها وربطها كما أشرت بمفهوم الخرافة، أوالأوهام أوالخيالات غيرالواقعية لحقيقة عقيدة الشيعي وانتمائه وولائه، وبالتالي فإنه يبدومن خلال منظورهذه الصورة الخيالية المركبة، وكأنه شخصية غريبة ومختلفة عن الآخرين، وهذا بدليل شيوع مثل تلك الأسئلة الغريبة التى توجه إليه، وهذه الإستنتاجات لاشك قد جاءت من رحم ونسج خيال تلك الروايات وتلك الإفتراءات التى تجتروتلفق عن التوجه المذهبي الشيعي، وهذه بالطبع حقيقة مترسبة ومتعمقة فى أذهان وأفكارهؤلاء لايمكن إنكارها، ويلحظها ويلمسها ويعرفها بشكل واضح لالبس فيه أيضا كل منصف، وأي متابع واع ومن أي مكان فى العالم الإسلامي، لم تلوثه ثقافة وتربية التشدد والتعصب والتمييزوالإقصاء والتهميش، بسبب التباين المذهبي أوالديني، خاصة عن حقيقة الشيعي وعقيدة المذهب الشيعي، وعن الحملات المشوهة التى تشن عليه..!!
  وبدليل أيضا أن هذه القضايا التمييزية والخلافية، التى نعاني منها هنا فى بلادنا، بسبب الإختلاف المذهبي، لايوجدلها أي ترويج أوتأجيج أومثيل فى العالم الإسلامي، وﻻ حتى فى معظم الدول العربية، وإن وجدت فإنها لم توجد إﻻ فى السنوات الأخيرة، خصوصا بعد أن وصلت وتسربت إليها هذه الثقافة المتشددة المتعصبة التى تقصي وتهمش الشيعي وتوصمه بأسوأ صنوف الأوصاف المسيئة، والتى لاتليق بكرامة الإنسان المسلم أوحتى غيرالمسلم..!!
  ما أريد الإشارة إليه عبرهذ التعليق بوضوح وتأكيده هنا، هوضرورة أن يعلم الأستاذ المديفرأوغيره ممن إلتبست عليهم بعض المفاهيم والحقائق، حول أسطورة الشيعي الوهمية الخرافية الخيالية، الموجودة فى مفاهيم وأذهان الكثيرين للأسف ممن يحمل هذه الثقافة المشوهة، مع علمي ومعرفتي المسبقة بحقيقة وثقافة الأستاذ المديفرالمستنيرة، والذى أجزم بانه أيضا لا تغيب عن ذهنه ووعيه الثقافي الواسع، تلك الحقائق الناصعة، التى يحاول البعض تشويهها وتغييبها، ولكنني أؤكد هنا من باب التذكير، سواء للأستاذ المديفرأوغيره، هذه الحقيقة هي ان المسائل الخلافية بين الشيعة والسنة هي خلافات فرعية وليست خلافات على الأصول والثوابت، وبالتالي فهي قضية روتينية هامشية مفروغ منها، وهي من البديهيات التى لايختلف عليها أصلا من قبل جميع المسلمين على أختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم الإسلامية، ولايوجد لها أي إعتبارفى مسألة هذا الخلاف فى كتب التراث، أوحتى فى قاموس علماء الإسلام ماضيا وحاضرا إلا من شذ منهم، وكذلك يدركها أغلب أقطاب الفكروالثقافة (التنويرية) من المزودين بثقافة العلم والإيمان وقيم الإسلام الصحيح، وأيضا كل من يحترم قيم التسامح الدينية والأخلاقية والإنسانية..!!
  وأما القضايا الجدلية الأخرى التى تثار، حولها السجالات العقيمة، وهي قضية أن   الشيعة (مشركون) ويسبون الصحابه، فهى فرية أخرى مدسوسة بهدف التشويه، كما أن هذه القضية كما نعلم، هي من القضايا التافهة أيضا التى ﻻ تستحق النقاش أوحتى الإلتفات إليها أوالرد عليها، لأن معظمها يقوم على ذات السجالات الجدلية الفارغة، التى تبنى على الأكاذيب والإفتراءات والروايات المغلوطة والملتبسة واختلاق الكثيرمن القصص الملفقة حولها..!
  وأعتقد أن من يرددها كما أشرت، هومن تلوث ذهنه وحمل نفس تلك المفاهيم والثقافة البالية المتخلفة ذاتها، لتلك المعلومات والإسطوانات المشروخة السطحية الساذجة المكررة، التى أكل عليها الدهروشرب، والمأخوذة للأسف من بعض تلك الكتب الصفراء، أومن بعض المفترين المتعصبين من المعتوهين والمرضى، الذين لايخشون فى ألله لومة ﻻئم، فى أقوالهم ولا فى أعمالهم، فلا يتورعون من القيام بنشرالأكاذيب والروايات والقصص الملفقة، والتمادي فى الغي والعدوان على الآخربترديد ونشرهذه الثقافة البالية، التى يعممونها ويسحبونها ويصرفونها على عموم الطائفة بعلاتها، دون تمحيص أوتخصيص أوحسيب أورقيب، فمثل هؤلاء عادة ليس لهم ذمة وليس عليهم أي معول يرجى، لأنهم ببساطة قد فقدوا الإحساس بعظمة ومسؤلية الكلمة أوالخطاب المسئول، بعد أن أصبحوا يلقون الكلام المسئ والمؤجج للفتنة على عواهنه، فباعوا دينهم بدنياهم وماتت ضمائرهم..!! 
 وإلا فمن هوذلك الإنسان المسلم، الذى تكون لديه الجرأة بأن يشرك بالله لأي إنسان مهما علت أوارتفعت مكانته، حتى ولو كان من أهل البيت، حاشاهم ذلك،  وكذلك من هوذلك الإنسان المسلم الذى تكون لديه الجرئة على التعرض لحرم زوج رسول الله أوصحابته صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، ولايعصمه إسلامه وإيمانه عن هذا الزلل والمنكر العظيم، فكيف له إذن بأن يصلي ويصوم ويحج بيت الله ويؤدي جميع فرائض الإسلام..؟! 
  فها نحن فى مجتمعنا الشيعي فى هذه البلاد، لانجد عندنا مثل هؤلاء الناس الذين يشوهون العقيدة، ويتجردون من الحياء والخلق الإسلامي القويم، بمثل تلك الصورالمشوهة التى يتناولونها ويتحدثون عنها فى كتبهم وأحاديثهم وخطبهم،   كما وأننا فى مجتمعنا الشيعي أيضا، وقد بلغ معظمنا من العمرعتيا..نؤكد بأننا لم نشهد فى حياتنا مثل هذه الحالات المشينة والمسيئة للعقيدة أوالرموز، بمثل تلك الإفتراءات الباطلة التى يتحدث عنها أولئك النفرمن الناس زورا وبهتانا، بل نحن لانفتري أونبالغ، إذا قلنا بأننا نتبرئ من كل من يحمل هذه الأفكاروالثقافة الهدامة التى تسيئ للعقيدة والقيم والرموز، والتى أكد ويؤكد عليها علماؤنا ومراجعنا مرارا وتكرارا، كما وأننا بالتالي لسنا مسئولين عمن يحاول الإساءة بمثل تلك الإساءات من خارج بلادنا مهما كان مذهبه وعقيدته.
 وأما الأسئلة الغبية السطحية الساذجة، المضحكة المبكية الساخرة الأخرى، لتلك الأسطوانة المستهلكة التافهة، التى توجه لكل شيعي بمناسبة أوغيرمناسبة فى هذه البلاد وتنشرحولها التقاريروالمقالات، وتعقد وتقام من أجلها السجالات والندوات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية، حول وﻻء وأنتماء المواطن الشيعي، خاصة  لإيران أوحتى لغيرها، فإنها والله لمهزلة المهازل، ولا أدري كيف يمكن ربط أي ولاء وانتماء أي شيعي لإيران أولغيرها، إلا لبلده ووطنه، لمجرد أنه شيعي وأن   إيران دولة شيعية..!!
 فلماذا مثلا وبالمقابل، لماذا لايطالب الشيعي لمن يردد هذه الإسطوانه بإثبات ولائه وانتمائه لدولته بدلا من دولة أخرى أيضا سنية، كباكستان أوأفغانستان مثلا، فماهذه الثقافة المهترئة المعتوهة التى تكال بهذه الإسقاطات التافهة المسفة، باستحضارالمواقف والصراعات السياسية وإسقاطها على المواطن فى الداخل، سواء كان سنيا أم شيعيا..؟!!
  أخيرا أتمنى على من يحاول الخوض فى هذه القضايا الطائفية، أتمنى عليه أن يكون على اطلاع ومعرفة واسعة بعادات وثقافات الشعوب، والتسلح بسلاح العلم والثقافة والإيمان الراسخ، بقيم السماحة الإسلامية التى جاء بها ديننا الحنيف وعقيدتنا الإسلامية السمحاء، عوضا عن إلقاء الإتهامات الباطلة الجوفاء على الآخر جزافا، ورميها يمينا وشمالا دون إكتراث بأية مسؤلية، وبالتالي خلط الحابل بالنابل، لمجرد نقص المعلومة  فى ثقافته ومستواه العلمي والثقافي والفكري، كما أن عليه كذلك بضرورة التمييزوالتفربق بين القضايا والمواقف الدينية والسياسية والتوجهات المذهبية، وعدم التسرع بتبديع وتكفيرالناس وإخراجهم من دياناتهم ومللهم بهذه الصورالمسيئة والكتابات السادرة والأحاديث المتسرعة بجرة قلم أوبزلة لسان، فتلك عاقبة لها مآلاتها من العقاب عند الله، يوم لاينفع مال ولابنون، والله سبحنه وتعالى يقول فى كتابه العزيز(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) صدق الله العلي العظيم..
 وفى الختام أعتذرللقراء الأعزاء، لإسهابي فى هذا الطرح المطول، سائلا الله العلي القدير، أن يجمعنا سنة وشيعة على الحب والخيروالوحدة والولاء والإنتماء لتربة هذا الوطن العزيز، على هدى سنة رسوله وأهل بيته الطيبن الطاهربن، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، وأن يقينا شرورالفتن ماظهرمنها وما بطن، وأن ينصرنا على أعدائنا الظالمين والمتربصين، وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم..وبالله التوفيق والسداد، وهونعم المولى ونعم النصير.  
                                                                          
    alsahafee@Gmail.com 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • زمن الذل والهوان والخذلان العربي..!!  (المقالات)

    • لماذا يصمت العالم الإسلامي..أمام ذكرى مأساة كربلاء الحسين..؟!!  (المقالات)

    • الحركة التجارية والفكرية المبكرة فى القطيف.. ودورالمرأة المتميزفى التنمية الإجتماعية والفكرية..  (المقالات)

    • فى ظل التخلف الصناعي العربي وانتشارأعمال التطرف والإرهاب أين المشروع العربي الناهض للبناء والتنمية والحضارة..؟!!  (المقالات)

    • سوق الخميس بمحافظة القطيف..أقدم سوق تراثي وتاريخي بالمنطقة الشرقية بالسعودية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : السجالات العقيمة والسادرة..حول إنتماء الشيعي وربط عقيدته بمفهوم الخرافه..إلى متى..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net