راية العراق ترفرف من جديد
عمار الجادر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار الجادر

ظهور لامع بين أروقة الأوبك, ورسالة واضحة لتجار الدم الأسود, بأن هناك تاجر لم يتاجر بالدماء, عاد إلى الساحة, وسيكون اللاعب الأساسي فيها, لما يملكه من مهارة المراوغة النزيهة.
حقبة مرت على العراق ولم يكن لذلك الكرسي في الأوبك أي أثر يذكر, حيث كنا لا نتعامل مع تلك الدول كأصحاب سوق نفطي, بل كأننا تبع لإرادات الدول الأخرى الأعضاء, لأسباب كثيرة منها قلة الخبرة في المكر الاقتصادي المشروع, والتفكير بالتمسك بالكرسي دون خدمة البلد, ومجاملات سياسية خدمة لبقاء القائد.
ما لاشك فيه, بأن طاولة الأوبك كانت تراقب عن كثب, ذلك الكرسي بعد التغيير, خاصة بعد الأحداث السياسية في المنطقة, وسياسة الإخضاع الاقتصادي لذلك العملاق الذي ترعب رايته كل من في نفسه مرض, أملين بأن من أتى بعد التغيير سيخضع لهم ولأرائهم, ولكنهم لم يفاجئوا عندما شاهدوا العكس, فلوزير النفط الحالي كاريزما شخصية يعرفونها جيدا, كما يعلمون انه ليس من العقول السهلة ليمرروا ألاعيبهم.
لم نفاجأ عندما كانت كاميرات الإعلام تتوجه صوب عادل عبد المهدي, كأنهم يوجهون الكاميرات نحو العراق, نحو ذلك الأسد الذي أنهكته جراح الأعداء, لقطة نادرة لعشاق الصور, كانوا يحسبون إن الأسد قد مات, أو تداعى لكي تلعب الغربان على رأسه, ولكنهم أدركوا إنهم على خطأ, فلا زال لدى الأسد أشبال تدافع عنه, غيرت كل مخططاتهم, و أفسدت نشوة التقاط تلك الصورة, فكان لحضور العلم العراقي واقعة لن تنسى.
لقد كان حضور العراق في السابق خجول جدا, لكونه كان صاحب سوق قليلة البضاعة, ولم يكن يطمح إلى زيادة إنتاجه, مكتفيا بما يسد رمق الساسة المفسدين, ويلجم أفواه المراوغين من الدول الأعضاء, فلم يكن صاحب صوت مسموع لقلة الخبرة و شحة التصدير, ولم يكن اللاعب جادا في لعبه في هذا المضمار, لكونه كان مقيد الإرادة من أناس لازالوا حجرة عثرة في وزارة النفط, وهم أنفسهم من سمحوا لداعش بالدخول إلى أروقة الموصل.
مخطط باء بالفشل, وتغيير حطم أمال المتربصين, ليعيد لتلك الراية التي أغاضت الأعداء هيبتها وحضورها في أروقة الأوبك, فرغم نزول أسعار البترول المتعمد, لم يقاوم أصحاب السوء أمام الإرادة الجادة لنصر العراق, ورفع رايته عاليا في ميادين الجهاد و الاقتصاد, فلا عجب أن نرى عيون الصحافة تتجه صوب ممثل العراق, لأنه سبق صحفي لا يفوت, فكيف لبلد مثقل بالجراح, ينهض من جديد وبإنتاج أكثر.
قادة أخذوا على عاتقهم, أما الانتصار أو الانتصار, رغم الإعلام المناوئ, والتفرد المفرط من بعض المغرضين, ولكنهم جابهوا جميع الظروف الصعبة, وجعلوا من راية العراق راية للنصر الدائم, بين سوح الوغى و سوح السياسة, برز أبناء المرجعية البررة, ليرفعوا تلك الراية من جديد, بعد أن أراد لها الآخرون الانتكاس.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat