مقدمة:
أن الافادة من مفهوم الإعلام العسكري في العراق رسالة غايتها هي التوعية والتثقيف عسكرياً كان أم مدنياً، وتقوية ثقته في قواته المسلحة والحشد الشعبي ، وتعميق شعوره بالانتماء والإحساس بالمسؤولية والأمان بالاستناد عليه على وفق الخط الرئيس بين المرسل والمستقبل للمادة المعروضة للإعلام العسكري فالتشاركية السمة السائدة في التواصل الحي مع ممارسات الاعلام الحربي فالماهية كمصطلح للإعلام العسكري تدخل من حيث الامر وحقيقته وصفاته الجوهرية أي ماهو والماهو المتداول عسكريا في العراق بيد الاعلام العسكري الأن. ومع تطور وسائل وأدوات الصراع السياسي والاجتماعي ، لم يعد مسرح العمليات مقصوراً على رقعة محددة من ارض المعركة، بل أصبح يشمل كل أجزاء المعركة الجارية في العراق، ومن هنا كان على الإعلام العسكري عند اندلاع الحرب أن ينقل بالصوت والصورة كل ما يدور ويحدث ، سواء في ساحة المعركة، أو على الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ومن ثم أصبح أداة هامة من أدوات الحرب، كما زاد حجم المهام الملقاة عليه فأصبح مسؤولاً عن نقل كل ما يدور من أحداث داخل مناطق الصراع، سواء على الجبهة أو في عمق الصراع السياسي العراقي.
أخذ الإعلام العسكري في العراق يلعب دوراً أساسياً في مراحل المواجهة العسكرية الميدانية، لحماية الجبهة الداخلية والخارجية سواء عن طريق الشائعات أو التأثيرات السلبية في الروح المعنوية لدى أفراد القوات المسلحة وفصائل المقاومة والمواطن، واستثمار نتائج المعارك بما يحقق أهداف الأعلام الموضوعي. وقد استخدم الإعلام العسكري خلال الحروب المعاصرة وسائل وأساليب اختلفت طبقاً لظروف تصاعد تلك الحروب وتأثيراتها في ساحة التلقي نفسياً ومعنوياً ، وفي ضوء السياسة المرسومة للعراق وأفكارها الأيديولوجية في المشهد العراقي الجاري، بل وعقيدتها العسكرية والإيمانية فقد تعتبر الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الوقت الحالي من أهم وسائل الإعلام العسكري داخل العراق، حيث يمكنها نقل صورة ساحة العمليات مباشر، ولهذا تأثيره الكبير في تتبع الرأي العام للموقف بصفة تواصلية ، ومن ثم فإن تطور عملية الاتصال الجماهيري بهذه الصورة، مكنتها من أن تتفاعل مع الحدث إيجابياً وتلقائياً فالإعلام العسكري في العراق يُعتبر أداة ضرورية للتعبير الحي المتواصل للأفعال والإحداث واستثمارها ايجايباً، وليس من أجل العمل المعنوي فقط او الدعم والإستاد والمتابعة ولكن من أجل المساعدة في اتخاذ القرار والتقدم نحو تحقيق الاهداف المثلى للإيقونة الاعلامية العسكرية التي تتسم بالانضباط والمهنية العالية.
أولاً: الاعلام العسكري التفاعلي.
من الواضح أن تختلف سمة التفاعل للإعلام العسكري تبعاً لتعدد المحطات والقنوات التلفزيونية وانتشار ظاهرة استخدام الوسائل التواصلية الاجتماعية للإعلام الاجتماعي (السوشيال ميديا) فهذا التنوع والتعدد جعل عنصر المشاهدة والمتابعة بتفاعل فوري ودائما وبما يتناسب مع رغبة وحاجة المتلقي للإعجاب بوسيلة ومتابعة وسيلة اخرى لنشر الاخبار والإحداث الميدانية العسكرية ، وطبقاً لما هو مطلوب انجازه والمهمة المحددة والموكلة إليه، فهو يهدف في زمن الحرب أو أثناء الإعداد لها إلى تهيئة الظروف المناسبة للعمليات العسكرية، وتهيئة الرأي العام والقوات المسلحة والحشد الشعبي ، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وبوجه عام فالتفاعل الحاصل نتيجة لحاجة الشارع لإخبار حقيقة ترفع المعنويات وتعطي الحقائق وهنا يلعب الاعلام العسكري التفاعلي دوراً في تفعيل حرباً نفسيةً تجاه التطرف والتكفير الذي يسعى اليه العدو الارهابي محاربة اعلامناً نفسياً على وفق الصور الاجرامية واستخدام كل الوسائل والعناصر الاعلامية في خدمة التكفير الاجرامي محاولاً كسر عزيمة وعقيدة الحق الاخر للإعلام العسكري العراقي فقد حصل الرد بالمواجهة اعلامياً لكن بإعطاء صور حقيقة مشرفة للجيش والحشد الشعبي بالتعامل في ساحات القتال وإبراز كل القيم والمبادئ الرصينة والمثالية للجيش والحشد الشعبي عن طريق الاعلام الحي فقد تباين عمل الاعلام من حيث حظر نشر أي معلومات عسكرية إلا من مصادرها المُعترف بها من الأجهزة العسكرية المختصة ، وعند التصريح بنشره او اذاعتها وذلك تحقيقاً لمقتضيات الأمن في العراق. والعمل المستمر على مبدأ المصداقية والحقيقة خلال إذاعة الخبر وصياغته الفعلية للعمليات والإحداث الجارية ، مع شرح تطورات الموقف العسكري بما لا يخل بالناحية الأمنية بالاتفاق والتنسيق بين القوات العسكرية والحشد الشعبي والعمل على حث التهيئة النفسية للمواطن من أجل إزالة الرهبة من تأثير أعمال الإرهاب وتوعيته بالإجراءات التي يجب أن يتخذها لتأمين نفسه والمشاركة في الحفاظ على الآخرين مما افاد الاعلام العسكري تفاعلاً في إبراز قيمة وأهمية المشاركة بين المدنيين والعسكريين في التصدي للأعمال المضادة والتقليل من آثارها، وتوعيتهم بأساليب الإرهاب من حيث الغدر والتحريض.
فقد وظفت جميع وسائل الإعلام العسكري، المسموعة والمرئية والمقروءة ، ووسائل الاتصال الدولي انترنيت وغيرها في خدمة وأهمية الحرب و تحرير الارض العراقية من دنس الكفر.
ثانياً: الاعلام الحربي ومصادره.
يعتمد الاعلام الحربي على مجموعة من المصادر العلمية الرصينة فهو يجمع كل المعلومات والبيانات والصور والحقائق والشهود والأنشطة العسكرية والجهد ألاستخباراتي والرسائل والتعليقات من كافة الجهات الرسمية الحكومية والعسكرية الميدانية ويحاول اعادة انتاجها واستنطاقها الى لغة مرئية ذات هدف ونتيجة ومعنى ونشرها محلياً وعربياً وعالمياً بالتأكيد على الصدق بالنقل الحي وذلك لتزويد وسائل الاعلام والعالم والشعب العراقي بما هو لحظوي متخذاً الآنية مثالاً له ومن الزمن عنوان للضبط والكلمة المعبرة الهادفة لخدمة المصلحة العامة بالنشر الدقيق للمعلومات والتأكيد على المصادر الرسمية للإحداث وقتاً بوقت وهنا تساعد على ادراك مايجري في مجالات الحرب, والارتقاء بمستوى الراي العام الذي يحاول البعض تهميش دوره وتفعيل ادوار نشاز اخرى على حساب ماهية الاعلام العسكري العراقي.
خلاصة القول ممكن ان نقول ان دور الاعلام العسكري يرتكز بمرتكزات الاعلام الذي يخاطب من اجل التوضيح والكشف عن خفايا قد لا تكون معلنة مرئيا او سمعياً فهو نشاط اتصالي بين الداخل والخارج بكافة الحقائق والإخبار والإحداث الغرض تزويد الجمهور المستهدف بالمادة التي يريد الحصول عليها من المصادر الفعلية لا المصادر من قنوات مغرضة تحاول اضعاف سيادة الاعلام العسكري والتضليل عليه فقد عمل الاعلام الحربي بمصادره على اعطار رأي صائب لدى الجمهور عن مدى قابلية وكفاءة الجهات العسكرية الاعلامية المتواجدة في ساحات القتال.
يمكننا القول هنا استطاع الاعلام الحربي العراقي ان يحقق اهداف الاعلام العام فقد افاد من الوسائل والتقنيات الحديثة واستنطاقها بمفردات يعمل بها ميدانياً حتى يعطي صوتاً وصورةً للمتابع والمشاهد العراقي لساحة الحرب فالمشهد الحقيقي والواقعي قد تم نقله بواقعية ومصداقية وموضوعية ومهنية على يد المصورين والمراسلين وكافة العاملين للجهات الاعلامية العسكرية التي وقفت خطوة بخطوة وبالصف والخط الامامي للجبهة مع اخوانهم الجيش العراقي والحشد الشعبي استناداً بذلك الصوت والصورة الحية فقد تباين ايجابيات العمل الصحفي الذي اعطى علمية جديدة للعمل الاعلامي الحربي فقد عزز دورهم الوطني والمهني وأعطى الحافز الكبير للإعلام ان يتعامل بالحرب النفسية ضد محاولات واستفزازات العدو التكفيري الذي جند كل الوسائل الاعلامية بالحرب النفسية من خلال القتل والدمار والعنف والتفرقة والتقسيم, فتصدى الاعلام العسكري الحربي وحاربهم بالمثل لكن الفرق هنا ان الجانب الوطني والإنساني الذي يتحلى به ابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي للقيم والمبادئ الانسانية فقد نقل الاعلام الكثير من الصور المشرقة والمضيئة للعرف العسكري بالتعامل مع النازحين والمناطق المحررة ونقل صورة ايجابية للأخلاقيات والسلوكيات الجيش والحشد الشعبي فقدم الاعلام العسكري رسالة وطنية انسانية حقيقة مستخدماً الاعلام لتحقيق هذا الهدف النبيل السامي الا وهو العراق اولاً.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat