صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

لا حضارة بلا علم ولا ديمقراطية مع جهل ؟
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ان الامم والشعوب تتقدم حضاريا وانسانيا  وتقنيا  بنشر ثقافة  الابداع  والنهوض والحرية  .وعندما تتعرف على دولة او شعب معين ينتشر فيه العلم والابداع والديمقراطية  والتقدم التقني والانساني  هي بالتاكيد تمتلك ثقافة ابداعية  بعيدة عن الثقافات المتكررة والعقليات الجامده  والمناهج  لا تخدم  التجديد والنهوض وعندما نتعرف على دوله  قد تكون غنية و لها تاريخ حضاري وانساني  قديما وتنتشر فيها المدارس والجامعات  والمتعلمين  والعلماء لكنها تتقدم بدرجات بسيطة جدا لانها بالحقيقية تستخدم ثقافة متكررة  وجامدة  وترفع شعار (إبقاء ما كان على ما كان)  والتي تدفع  بتلك المجتمعات  التاخر وتعميق الفوات التاريخي بينها وبين المجتمعات الاخرى لتصبح لدينا  مصطلحات تطلق على الدول  مثل ( دول متقدمة ... دول متأخرة ... دول متخلفة)
ان  ملحمة التقدم تبدأ حينما يتحرر المجتمع من ثقافة الجمود ويتجه إلى الإبداع بكل متطلباته دون قيود وخوف  والابتعاد عن المناهج الانشائيه  والخوف من المنجز العلمي  والانساني  الذي قد يجده البعض يتعارض مع الدين والمعتقد وهو غير صحيح ..لان الدين الالهي الحقيقي لا يشرع قيودا على العلم والإبداع، وإنما يحفز عليهما، ولا يحول دون استخدام العقل، بل يعده أحد مصادر التشريع..حيث يقول الله تعالى في محكم كتابة العزيز تشريع ديني للحث على العلم ونشرة .قال تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)* انه نص  قرأني حقيقي للتوجيه ألاسلامي الصريح نحو التعلم والعلم .وطبعا يوجد العديد منها .حيث تشير بستمرار الايات القرانية الكريمة الى  العلم وأهميته في بناء الانسان في نهضة وتقدم المجتمعات حيث لا  توجد حضارة بلا علم ولا يمكن ان تنتشر او تطبق الديمقراطية  بين شعوب جاهلة  بعيدة عن الابداع والنهوض الانساني والحضاري العلمي تدرس العلم كمنهج انشائي فقط  للوصول الى مراحل دراسية اخرى. كيف يبنى الانسان ؟ نحن نعلم ان بناء الانسان بالشكل الصحيح يفضي بالتاكيد الى بناء حياة صحيحة . لكي يتقدم مجتمع ما فعلينا بالإهتمام بالإنسان ، توعيته ، تثقيفه، تعليمه.. لعل هذا  ما يميز الدول المتحضرة هو اهتمامها بالانسـان  في بناء الحياة  .وهم مؤمنون بعبارة ان الجهل هو عدو الانسان  لان بصدق لا يستطيع الإنسان أن يعيش بسلام بين الناس بدون علم، لأن بالعلم يتعلم الأخلاق و أدب الحوار و التواصل مع الناس. الجاهل يكون معرضا للضياع و عدم الانسجام مع محيطه، لأنه يفتقد أهم وسائل التواصل وهو العلم.إننا اليوم مطالبون لإعادة الاعتبار إلى العلم، وتوفير كل عوامل الاحترام والتقدير إلى كل العلماء والمبدعين. وتشجيع الابداع والانجاز العلمي والتربوي والانجاز الاجتماعي  ايضا .وليس بالضرورة انتشار المدارس او انتشار الكليات والجامعات مؤشر صحيح للتطور والتقدم بل يجب ان يكون المنهج المتبع فيها هو المؤشر الحقيقي  لمدى المساعدة التي تقدمها هذه المناهج في التقدم ونشر العلم والوعي  للتمهيد لتطبيق الديمقراطية التي تدفع بنا نحو النهوض والتنمية وتقليل الفوارق الزمنية مع المجتمعات المتحضرة الديمقراطية التي سبقتنا بأزمان كبيرة  والتي تفوقنا عليها بكثرة استهلاكنا لمنجزاتهم العلمية والحضارية . فالتنافس اليوم بين الأمم والشعوب، لا يحسم بمستوى استهلاك سلع الحضارة، وإنما بمدى مشاركة هذه الأمم في المنجزات العلمية والحضارية.. وكل هذا بطبيعة الحال بحاجة إلى ثقافة تحترم المنجز العلمي، وتحترم أهل التخصصات العلمية، وتفسح لهم المجال للبروز والتأثير في الفضاء الاجتماعي.ان العلم هو جوهر التغيرات التي حدثت  ونمت في المجتمع الانساني  بعد ان استمرت المعتقدات الدينية كأساس وحيد لقيام الحضارات حتى نهاية العصور الوسطى الا ان العلماء هم  أداة التغير لبناء حضارة جديدة في كل المجالات  ليس في مجال العلم العلمي بل في الاقتصادي والاجتماعي  والسياسي ان. بروز التفكير العلمي المنهجي والمنظم كبديل لأنماط التفكير السابقة التي اتسمت بعدم الاتساق والواقعية واكتست بطابع ميتافزيقي خيالي. وطريقة التفكير العلمي هي ثمرة تأثير العلم على تفكير الإنسان والركيزة التي استطاع من خلالها اكتشاف عالم جديد من الحقائق والمعرفة، والأداة الفكرية التي من خلالها تم تطوير واقعة وحياته بشكل مستمر. وعليه فإن عملية التغيير الشاملة التي جاء بها العلم طالت جميع جوانب حياة الإنسان وواقعه وثقافته وطريقة تفكيره وبالتالي أثبت العلم نجاحه كأساس لتغيير حضاري جديد لم تألفه البشرية من قبل. لان العلم هو الركيزة الأساسية الذي أحدث تغييراً حضارياً منذ نهاية العصر الوسيط، فبدون شك يعود له الفضل في تحرير عقل الإنسان من العديد من الأوهام التي لازمته آلاف السنين، وأزاح عن الإنسان كافة أشكال التسلط التي أخضعت العقل لها وأنار فكره عبر طرق الحرية التي عبدها في عقل.ونحن هنا علينا ان نؤمن بحقيقية مهمة جدا بين العلاقة الكبيرة بين العلم وتطبيق ونشر افكار الديمقراطية وحقوق الانسان وان (لولا الثورة العلمية وتحرير  العقل لا يمكن ان تكون هناك نهضة ديمقراطية او حتى وعي حقيقي للثقافة الديمقراطية ..لا حرية بلا علم ..حيث ان الدول الحرة هي التي قدمت أعظم الاكتشافات العلمية وحققت مجتمع المعرفة والثروة وتميزت شعوبها بالديمقراطية وحرية الراي واحترام حقوق الانسان واحترام القانون لان كان اردت ان تحرر انسان وتطلق مخيلته  فليس هناك اداة فعاله مثل العلم . فمما لا شك فيه أن العلم له المكانة العالية في الإسلام ويكفي لتدليل على ذلك أن أول أمر نزل من أوامر القرآن وأول كلمة من كلماته قوله تعالى ( اقرأ ) فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مكانة العلم في الإسلام لا تدانيها مكانة وقال الله أيضا في كتابه : \" قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب \" وقال عز من قائل \" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات  ) وهذا ما تميزت به الحضارة الاسلامية الأولى في عصرها الذهبي حيث انفتحت على كل الثقافات وكافة الاجناس وتفوقت كحضارة جامعة تقبل الآخر ولا ترفضه , وهذا ما نفتقده الان مع الاسف !! 
 
 
 
علياء  موسى البغدادي 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/31



كتابة تعليق لموضوع : لا حضارة بلا علم ولا ديمقراطية مع جهل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net