صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

الحكمة سلاح
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الفعل زينة العقل ، والتعقل بوابة الحكمة ، تبرز حين يغزو البلاء صدر صاحبها وتعتلي نواصيه العلل وهذا شأن مقيت يشغل اوانه عالم الساعة المتقدم تكنولوجيا والمتخلف حكمة وانسانيا ، فاه نهم في تناول الحقوق وهضمها وقدم مريض في رفس النعمة وتجاوز الاصول والاعراف تمشيا واستضعاف الاقلية وعبودية  العوز بميزان السلطة و مرتكز التحضر الاجوف في زمن الانهيار والانبهار ، هذا ما يجعل الخلق اشد توقا للاستنجاد بقوى خارقة منتظرة ، توقا للخلاص ، ليس بدعوة العمالة والاستعمار تحت طائلة  تفسير خاطئ.
 
لم يحترم ابناء ادم دوافع الحق  في الصدق ولا الحرص في الاخلاص والحفاظ على قوائم الاثنتين و كثير من يفعل الشر بدافع الطمع عند النفاق واقله من يفعل الخير بدافع الصدق عند الحق ودعم مرتكزاته وهذا صراع سرمدي مستديم........فهل تمتد الجسور يوما بين فلقتي هذا الصراع ...!؟ سؤال ابدي لم يقهر اجابته اعتى الفلاسفة  فوق عقارب العصور ولو ينتفي ابليس من الذكر ويسقط الشيطان من القواميس والاذهان.
 
ابدو احمقا وانا احدق بانبهار وعيون تكاد تفر من محاجرها هلعا...! هوت يد ثقيلة فوق قفاه الاحمر الطويل....!؟...توقف الزمن قليلا وتسمرت الصور فوق جداره المأخوذ بالحدث ، تصورت تشابك قسري اهوج وقح سيعتلي هامة السكون وستعلو اصوات تمزق جدران الصمت لولا لفتته المثخنة بالتعقل والاتزان قد افردت اختلالا بميزان الاخلاق وتكاتف النوايا ، في ضيافتها حضرت الحكمة  بكامل تكويناتها و الوعي بوجهه المبتسم ، اتكأ الجميع براحة تامة وهدوء على جدار المصير بأرجل ممددة تحت بوابات العدل وعلى بساط احمدي ، صمت المفعول بعنوة  الفعل وصمت الزمن معه ، لم ينبس ببنت شفة واخرج من جيبه مما ينفق عربونا لما حل بقفاه الذي اشتدت حمرته و سلمها صافعه تحت ظل ذهول رهيب وافواه فاغرة وعيون تكاد تحجب نورها علامات التعجب والاستفهام ومسك مسلكه بصمت ، استمر برميل القمامة بالتحرك نحو مكر اخرق اخر و تكرار فعل مشين.... تبعت ارجلي  الحكمة عدوا بخطى لا تمس الارض وكأن عقلي وبدني قد انفصلا عنها كليا ، لهاثي يحجب كلامي ويبرر هول ما رأيت ، استوقفته و سألته بتهتك وانفعال تفاعلا مع الموقف : 
 
" لمﹼ لا  ترد ما عمر قفاك  سوى جزاء مغري...؟" 
رد بعقلانية الصبر ومظلومية الحكمة :
 
-" بعت شرا واشتريت خيرا  كي اجازي  بما وهبت حين زرعت بذرة النفع في عقل فاعل الشر ومنحته تبريرا  لفعله بمردود  ثر  و سيرد  زرعي بحصاد اوفر مما منحت ... وبيد غيري ، والباحث عن الزبد سيمسك الهواء ... المكر السيء سيمتطي صاحبه...وسترى..."
 
صيرني جوابه المغلف بقرطاس التعقل قط فوق آجر حامي ، نفذ صبري حين بدأ الزمن يتهادى في مشيته بغنج ودلال وهو يناكد انتظاري بخباثة اللهو، كانت عقارب الساعة رحيمة قليلا مع ان دقائقها بلغت السنوات ، حتى ارتفع صوت الحق يعلن حصاد الزرع  ، كرر الفاعل فعله المشين مع من هو اشد شرا فأهداه الجزاء نصل سكين ......رجحت كفة الحق بميزان المصير...... واستوى الشر يساند اسفلت الشارع مضرجا بحمرة الفناء تحت وطأة العدل......وتقررت هزيمة الشيطان بسلاح الحكمة والتعقل .             

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الحكمة سلاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net