كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

ماما أمريكا!

"ماما أمريكا" , نداء يتجاوب في أرجاء المنطقة العربية , من مشرقها لمغربها , فكل دولة تنادي : "ماما أمريكا"!!
 
فالمتأمل للسلوك (السياسي) الدائر في بلداننا , يرى بوضوح ساطع بأن الجميع قد غسل يديه ورجليه ووجهه من المسؤولية , وراح يلقيها على "ماما أمريكا".
 
فكل ما نريده لا نحققه بأنفسنا بل نطالب "ماما أمريكا" , أن تقوم به من أجلنا , وكأننا أطفال رضع في أحضانها.
 
أنظمتنا مستبدة فلا نملك القدرة على تغييرها وبناء نظام معاصر , لكننا أشاوس ونصيح "ماما أمريكا" . خلصينا من جور حكامنا.
حصل ذلك في العراق وليبيا وسوريا واليمن ودول أخرى على قائمة الأولويات وعندما يحين وقتها.
 
"ماما أمريكا" تفكر بمصالحها , وهذا حقها وواجبها وعقيدتها , فلا توجد دولة في العالم منذ الأزل , لا تفكر بمصالحها أولا وثانيا.... , تلك بديهيات وثوابت قائمة في الأرض الدوارة.
 
فهل وجدتم دولة واحدة في مسيرة البشرية تنازلت عن مصالحها من أجل عيون دولة أخرى!!
 
إن المشكلة والعيب فينا , فنحن مجتمعات تفرط بمصالحها أيا كانت , ومعظم أنظمتنا السياسية في دولنا المنكوبة , تحكم بالوكالة , وبسبب هذا السلوك وصلنا إلى ما نحن عليه الآن , من الدوران في دوامات الخسران والإتلاف والإنقراض.
 
فالوطن الغني صار فقيرا , وأصحاب الكراسي هم الأثرياء المترعون بالملايين , والمكرمون بأرصدة خيالية في بنوك الدنيا العالمية.
 
والظلم سائد , والإنسان يفترس الإنسان , والعدل بهتان , والفساد قانون ودستور وإيمان , والدين تكفير وتدمير وتضليل وبهتان.
 
ونحن في مستنقعات السيئات والهذيان , وننادي على "ماما أمريكا" أن أنقذينا , ونفس السوء التي فينا هي السلطان!!
طباعة
2015/04/18
2,305
تعليق

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!