صفحة الكاتب : حسين الركابي

الفاشلون بين الباب والشباك
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مما لاشك فيه،  إن حكومة السيد العبادي شكلت في وقت إستثنائي،  حيث كانت المساحة السياسية،  مشحونة بالصراعات الحزبية والقومية؛  لكن رغم كل هذه التجاذبات،  أتفق معظم الكتل السياسية الوطنية،  وفي مقدمتهم كتلة المواطن وتيار الاحرار؛  على برنامج حكومي وأضح المعالم،  من خلال ما أعلنه رئيس الوزراء،  أبان تشكيل كابينته الوزارية،  وأكد في البرنامج الحكومي على نقاط مهمة وإستراتيجية،  وقد كان أولها أن تلغى مفهوم الوكالة،  للوزارات والهيئات الأخرى،  وتسنم بالأصالة حسب الإتفاقات السياسية،  والإستحقاقات الإنتخابية،  من أجل التوازن في المركب  الحكومي.  
هذا المفهوم لم يكن في البرنامج الحكومي وحده،  وإنما جاء مراراً وتكراراً في البيانات المتتالية للمرجعية الدينية،  التي حذرت الحكومة من الوقوع مره أخرى في هذا الفخ،  والغول الكبير الذي أبتلع العملية السياسية ومؤسسات الدولة،  وجعلها أشلاء لا تقوى على إعادة ترتيب نظامها الداخلي،  وبالتالي أصبح هذا الأمر مرفوض؛  من قبل المرجعية والقوى الوطنية والشعب العراقي،  الذي ذاق مرارة الوكالات والروتين القاتل،  والإرباك الكبير والفساد الإداري والمالي،  والرشوة التي إستشرت في جميع مفاصل الدولة.   
أمانة بغداد وهيئة الحج والعمرة وهيئة النزاهة،  ثلاثة هيئات بالوكالة لحد الأن في حكومة السيد العبادي،  ولا سيما وان هذه الهيئات مهمة وحيوية،  ولها تماس مباشر مع المواطن،  بعضها تتعلق بالخدمات وراحة البغداديين،  وبعضها تحافظ على مقدرات الشعب وتتبع خيوط الفساد والرشوة،  وتكبح كل من تسول له نفسة بهدر المال العام؛  والأخرى لها إرتباط دولي ولها ميزانية كبيرة وملفاتها شائكة.  
إن الوكالة أشبه بالذي يؤجر دار للسكن،  ينتظر متى يخرجه صاحب الدار منها،  فلذلك لا يمكن أن يرممها ويبذل جهد عليها،  وقد تتهالك تلك الدار بسبب كثرت المستأجرين ولا مبالات فيها،  هكذا أصبح معظم دوائر الدولة ومؤسساتها،  منذ 2003 تدار بالوكالة،  وفي مقدمتهم الوزارات الأمنية في حكومة الولايات المتعاقبة. 
غول الحزب والسيطرة مره أخرى على مفاصل الدولة،  بداء يقترب من السيد العبادي،  ويلتهم جميع ما حققه خلال الأشهر المنصرمة،  وهذا منحدر خطير على العملية السياسية،  في ضل هكذا أمور محتدمة،  وخطوة غير موفقة،  قد تجعل معظم القوى تتخلى عنه،  ويصبح ضمن إطار" الوجوه الكالحة".

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الفاشلون بين الباب والشباك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net