صفحة الكاتب : مهدي المولى

ماذا يعني 9-4- 2003 في التاريخ
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك انه يوم جديد  في تاريخ العراق يوم فاصل بين العبودية وبين  الحرية 
 في هذا اليوم نقل الانسان العراقي من بحر العبودية والظلام الى بحر الحرية والنور
في هذا اليوم تحررت عقول العراقيين واصبح كل عراقي حرا يفكر ما يريد ويطرح وجهة نظره ويعارض وينتقد منطلقا من قناعته الذاتية وحسب مستواه
فالعراقي عاش كل تاريخه  مسلوب الارادة محتل العقل لارأي ولا فكر لا يعرف غير حاكم واحد ولا يشاهد الا صورته ولا يسمع الا صوته ولا يتكلم الا في تمجيده
 في هذا اليوم ولادة العراق الجديد لهذا على العراقيين ان يتعبروا هذا اليوم  هو بداية تاريخ العراق  ويجعلوه يوم عيد يحتفلوا به سنويا كسنة عراقية خاصة
ربما هناك من يسخر بكلامي هذا ويتهمني بكل التهم  ويقول   وهذه الدماء التي تجري انهارا وهذه الاشلاء التي اصبحت تلال وهذا الخراب وهذا الفساد وهذا العنف  والتي تزداد وتتسع
اقول نعم لا يمكن انكار كل ذلك ولا يمكن تجاهله وهذا يستمر ويزداد  والسبب ليس هذا اليوم
السبب هو اننا غير مهيئين   للحرية للديمقراطية للمرحلة الجديدة لاننا نعيش في قيم واخلاق الاستبداد والعبودية  وفجأة وبدون مقدمات قامت الولايات المتحدة  بأنتشالنا من بحر الظلام والعبودية ورمتنا في بحر الحرية والديمقراطية وبما  قيم واخلاق الحرية نجهلها ولا معرفة لنا بها فالالتزام بقيم واخلاق الحرية والديمقراطية تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت
المؤسف والمؤلم اننا استخدمنا قيم واخلاق العبودية والظلام والاستبداد في بحر الديمقراطية وكانت السبب في كل ما جرى لنا وما يجري من نكبات ومن مصائب   اكثر سوءا واكثر الما ومعانات من الفترة السابقة  
 ومع ذلك اني على يقين تام لا شك به انهم سيتجاوزون تلك العراقيل والعثرات ويتخلون عن قيم واخلاق العبودية والظلام ويتخلقون بقيم واخلاق الديمقراطية وسيكون العراق مصدر اشعاع للحرية والديمقراطية
فالحرية والديمقراطية ليست ملابس ولا سلعة نستوردها بل نحن نخلقها وننشئها  في داخل عقولنا وقلوبنا وانفسنا   كالسباحة لا يمكن ان يكون سباحا ماهرا اذا لم يدخل البحر ويمارس السباحة اياما  ومن الطبيعي تحدث اخطارا وسلبيات في اول الامر وتقل هذه الاخطار وهذه السلبيات كلما استمر في ممارسة السباحة حتى تتلاشى
وهذا ينطبق على الشعوب التي تدخل بحر الحرية والديمقراطية وخاصة بالنسبة للعراقيين  انتقلنا فجأة وحتى بدون ارادتنا من بحر العبودية والظلام الى بحر الحرية والديمقراطية والنور
لا شك ان هناك اختلاف بين شخص لا يعرف السباحة يذهب الى البحر  لتعلم السباحة بارادته الخاصة فهذا يمكنه ان يتجنب الكثير من الاخطاء والسلبيات والاخطار على خلاف الذي يرميه شخص اخر او يقع فجأة في وسط البحر
  وهذا ما حدث للعراق والعراقيين  حيث وجدوا انفسهم  في بحر الديمقراطية عقول حرة وحرية مطلقة ودستور ومؤسسات دستورية ومشاركة  كل الاطياف والالوان بالحكم برلمان يضم كل العراقيين ولكل محافظة حكومتها ومجلسها المنتخب من قبل ابناء المحافظة ولكل بلدية مجلسها المنتخب من قبل ابناء الحي المنطقة اي يعني الشعب هو الذي يحكم
للأسف نحن دون مستوى كل ذلك  لاننا لم نمارس الحرية والديمقراطية ولم نتخلق بقيمها واخلاقها بل استخدمنا قيم واخلاق العبودية والتخلف الفكري
فالديمقراطي المتخلق باخلاق وقيم الديمقراطية ينطلق من مصلحة الاخرين من منفعة الاخرين حتى لو اضر بمصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية على خلاف المتخلق باخلاق العبودية والظلام الذي ينطلق من مصلحته الخاصة ومن منفعته الذاتية  على حساب مصلحة ومنفعة الشعب
كما ان هناك مجموعات ودول  لا ترضى للعراق والعراقيين الخير فهذا التوجه الجديد للعراق والعراقيين يشكل خطرا عليها لهذا عملت المستحيل من اجل  القضاء على هذا التغيير
ومع ذلك اني متفائل بنجاح العراقيين ونصرهم  لانهم  بدءوا ببمارسة الديمقراطية يعني انهم سيتخلقوا بأخلاقها وسيبدعوا بها مهما طال الزمن
المهم انهم بدءوا بالممارسة  
وسنحتفل بهذا اليوم يوم الحرية يوم ولادة العراق الحر يوم تحرر عقول العراقيين كل عام
يوم اصبح العراقيون بشر  بعد ان كانوا دون الحيوانات درجة
مبروك للعراقيين بيوم الحرية  ببداية السنة العراقية الجديدة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/10



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يعني 9-4- 2003 في التاريخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net