قادة الحشد الشعبي والتصريحات الاعلامية
الشيخ جميل مانع البزوني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ جميل مانع البزوني

منذ ان بدات المعركة الكبرى في الدفاع عن الوطن حتى شعر الكثير من المندسين في السياسة ان بقاءهم يتعرض لاخطار كبيرة فكانت حرب الاعلام هي البديل .
وكانت المرجعية قد اوصت باندراج المقاتلين في الجيش العراقي حتى لا يكون هناك مجال لاي مندس وتكون الدولة هي المسؤولة امام المندسين الغاضبين من كبار السياسيين .
وكانت الدولة بل الحكومة مطالبة بان تقدم مشروعا يضمن اندراج الحشد ضمن القوات الرسمية حتى لا يكون هناك فوضى في الادعاء والمدعى عليه والمدافع والمفروض ان الحكومة هي الطرف الثاني لا الثالث .
ومن المهم ان تسرع الحكومة في تقديم المشروع الذي يدخل المتطوعين ضمن ابنائها ولا يجعلهم متطوعون من دون حقوق مع بقاء القوات الفاشلة في زمن الحكومة السابقة محافظة على حقوقها .
وقادة الحشد الشعبي لم يتلفتوا الى وجود خطورة في عدم وجود متحدث رسمي عن العمليات العسكرية وكان الضغط الاعلامي غير الرسمي هو الذي جعل الحكومة تنتبه الى مسؤوليتها ازاء هذه القضية فكانت التصريحات تصدر من جهات متعددة ثم تحولت الى جهات محددة ومسؤولة .
وفي مثل هذه الحالة كان المفروض الا يغفل القادة في الحشد ان سهام الاتهام الموجهة للمقاتلين يجب ان تكون الدولة هي المسؤولة عن ردها لانه المقاتلين جميعا ابناءها وهذا ما حصل فعلا مع الاتهامات التي صدرت ضد قوات التحالف فان الدولة قد نفت تلك الاتهامات وبصورة رسمية بل ساهم حتى بعض فصائل المقاومة في رد تلك الاتهامات من خلال الاتصال المباشر معهم .
ولما كانت الانتصارات التي وقعت مؤخرا لم تكن محسوبة بحسب الاوضاع العسكرية فقد فقد الكثير من السياسيين المازومين صوابهم واخذوا يشككون بالعمل العسكري الواقع لانههم لم يكونوا يتوقعون ان يصل الى مرحلة الانجاز التي حصلت في هذه الايام .
وكان المفروض ان يترك المشاركون في هذه العمليات الرد على هذه الاتهامات الواهية للحكومة لانها المسؤولة عن ذلك وليس قادة الحشد الشعبي , ومن هنا فان بعض التصريحات لتي صدرت من قادة الحشد لم تكن بمستوى الاوضاع العسكرية الحاصلة خصوصا عندما تباينت ردود الافعال حول مشاركة القوات الجوية الدولية في المعركة .
ومن المناسب القول ان التصريحات غير المتناسبة يجب ان تتوقف لان قادة الحشد ليسوا مسؤولين عن التصريح اصلا لانهم ابناء الحكومة وليسوا حكومة مستقلة وان كان بعضهم لا يريد ان يشارك في الخطا فعليه ان يسكت عن التصريح خصوصا وان التصريحات التي اصبحت الان تخرج في الاعلام ليس لها عنوان واحد بل اخذ حتى النواب المزورين يصرحون بعد ان كانوا يصرحون ان الشيعة جيش صفوي وينشرون الفسق والانحراف صاروا الان من المدافعين عن الشعب مع انهم ليسوا من الفائزين في الانتخابات حسب قرار مجلس المفوضين قبل يومين .
وكان اللازم ان تعقد القوات المتطوعة اتفاقا مع الحكومة حتى ولو كان اتفاقا سريا وبموجبه على الحكومة ان تقوم بواجبها القانوني بالنسبة لما يتعرض له الحشد الشعبي من تهم من قبل بعض السياسيين المضغوطين بالانتصارات وان مهمة المتطوعين هي اكمال المهمة العسكرية من اجل الحفاظ على البلد واما مهمة الحكومة فهي الدفاع عنهم لابنهم ابناءها كما ان القوات الرسمية ابناءها وعلى القادة الجدد في الحشد ان يقفوا عن العمل العسكري ولا يجعلوا انفسهم بديلا عن الدولة وعلى الدولة ان تقوم بواجبها وتحمي جميع القوات من الاعلام المضاد ومن السنة بعض السياسيين الذين صدموا بتطورات المعارك الاخيرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat