صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

داعش وأيام الجلاء
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  أيام معدودات، التي نحتسبها في ميزان البطولة، لرجالٍ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ، ولا أهلٌ ولا أولاد، عن تحرير أرضنا المقدسة الطاهرة، من براثن الغزاة الطغاة، عبدة الشيطان وأعداء الإنسان، الذين عاثوا بالبلاد، فأقعوا فيها الفساد.
يبقى السؤال المهم: هل أن داعش حديثة الولادة، وستنتهي بإنتهاء عناصرها!؟
أم أن لها فكر متأصل يظهر بين الفينة والآخرى تحت مسميات عديدة!؟
وأنا أقرأ في كتاب"من روائع القصص في تضحيات الصحابة" لمؤلفهِ"ابراهيم النعمة"، والكتاب مطبوع على نفقة الوقف السني العراقي2014م، جاء في الصفحتين29 و30 منه ما نصه:
"ولقد ذهب العلماء مذهبين في حكم من سب الصحابة:
الأول: إن الساب يكون قد إرتكب كبيرة من الكبائر، وإذا إعتقد أن سب الصحابة مباح أو إعتقد بكفرهم فيصير كافراً بإجماع العلماء. يقول الإمام مالك إمام دار الهجرة: (من شتم أحداً من أصحاب النبي(ص) أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص: فإن قال: كانوا على ضلال وكُفر قُتِل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نُكلّ نكالاً شديداً).
وإذا حدث أن شتم أحد الناس واحداً من الصحابة، ووصل أمره إلى الحاكم، فليس للحاكم أن يعفو عنه، بل يعاقبه بما يناسبه من عقوبة ويستتيبه، يقول تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي: (ولا يجوز للسلطان أن يعفو عن أحد وقع في أحد الصحابة، بل يعاقبه ويستتيبه: فإن تاب قُبل منه وإن لم يتب أعاد العقوبة، وخَلّدَ عليه الحبس حتى يموت أو يرجع).
ولقد كان عمر بن الخطاب حازماً من كل من يشتم واحداً من الصحابة. فلما وقع بين عبيدالله بن عمر بن الخطاب وبين المقداد كلام، فشتم عبيدالله المقداد وعلم بذلك عمر فماذا كان؟ (قال عمر: عليَّ بالجلاد أقطع لسانه، لا يجترئ أحد بعده، يشتم أحداً من أصحاب رسول الله، فهم عمر بقطع لسانه، فكلمه فيه أصحاب محمد فقال: ذروني أقطع لسان ابني، حتى لا يجترئ أحد من بعدي يسب أحدا من أصحاب محمد، ولعله إنما ترك ذلك للأجل شفاعة الصحابة، ولعل المقداد عفا).
الثاني: تكفير من يسب الصحابة، وبخاصة إذا كان مستحلاً لذلك، وهذا ما ذهب إليه أبويعلي الحنبلي، وهناك من فقهاء الكوفة وغيرهم من قطع بقتل من سب الصحابة."
بالتدقيق نجد كلا الحكمين(الاول والثاني) في سب الصحابة القتل! لكن الاول حدد أسماء الصحابة المعنيين ولا أدري لماذا هؤلاء دون غيرهم من الصحابة!؟ بالرغم من ورود قصة المقداد والذي لم يدرج إسمه مالك فيما أورده من أسماء!؟
أما الثاني فلم يحدد من هم الصحابة ولا نوع السب!
اليوم إن إعترضتُ على فعل عمر بن الخطاب بقطع لسان ولده، وأقول: من أين جاء بهذا الحكم!؟ فلم يرد هذا الحكم في القرآن ولا في السنة النبوية!؟ أكون مستحقاً القتل لأنني إعترضتُ على عمر!
   يبقى سؤال: من أين جاء هؤلاء الفقهاء بهذا الحكم(القتل) لمن سب الصحابة!؟ وهل أن الصحابة يختلفون عنا!؟ وبماذا!؟
جاء عن النبي كثير من الاحاديث التي تثني على المؤمن به ولم يره، لأن أصحابه رأوه وعاصروه!
بقي شئ...
على المسلمين تنقيح فهمهم لدينهم، وإلا فمصيرهم مصير "دعش" عاجلاً أو آجلا.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/07



كتابة تعليق لموضوع : داعش وأيام الجلاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net