داعش يحرق 50 شخصاً في الرمادي
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله

التعمق في نهج التطرف العنيف والدموي , بالعقلية المشبعة بالانتقام والحقد الاعمى ,تتجسد على الواقع الفعلي بوتيرة متصاعدة وبشكل مخيف , في ابشع الصور الرهيبة , كأنه اعادة انتاج القمع النازي والبعثي من جديد , في استخدام ابشع الوسائل الوحشية , في انتهاك حقوق الانسان , بالافعال الاجرامية السادية , في أسوأ صورة من الانحطاط للعقل والضمير والاخلاق , في شرعية القتل والذبح والحرق الرهيب والوحشي , فبالامس كانت افران النازية ومحارقها , التي احرقت ملايين البشر , وكذلك الزمن البعثي , الذي يدفن الاحياء في القبور الجماعية , بألالاف من الارواح البريئة , واليوم تلاميذهم الامناء , حافظوا على الامانة والعهد , في العقلية الوحشية بالغزيرة السادية الشاذة , التي تؤمن بها عصابات داعش الوحشية , التي تستخدم ارذل الاساليب البربرية , في جرائم الحرق حتى الموت , وهي تمثل انحطاط للعقل الهمجي بأسوة تعامل يفوق العقل اوحش الوحش السائبة . ان ما قامت به عصابات داعش , بحرق 50 شخصاً في الانبار حتى الموت , وقبلها حرقت 45 شخصاً في ناحية هيت غرب العراق , . ان هذا الاسلوب الفاشي المنحط , موجه لكل الطوائف والمكونات الطائفية والدينية , بل انه موجه ضد كل انسان حي , بان يكون مشروع حرق حتى الموت , لاشباع غزائرهم الوحشية الرذيلة والخسيسة , ولكن من المؤسف والمحزن بانهم يفعلون ذلك , بأسم الاسلام وهو بريء من افعالهم وسلوكيتهم البشعة . فقد حولوا الاسلام من ( وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ) الى ( وما ارسلناك إلا نقمة للعالمين ) انه تشويه بشع ومزيف لقيم الاسلام , وتصويره بانه دين سفك دماء وقتل وحرق وذبح وانتهاك الاعراض والمقدسات , بالقتل الوحشي البشع دون رحمة , لا شك ان هؤلاء ينتمون الى أسوأ عقلية منحطة ورذيلة مخلوقة على وجه المعمورة , التي تؤمن بالسادية والشذوذ , بهذا الانحراف البذيء الشائن , يتصورون بهذه الاساليب المروعة , بانهم باقون الى الابد حتى يوم الدين . وان الوحشية السادية يمكن ان تنتصر على القيم الانسانية وثقافتها المتنورة , يمكن ان ينتصر الارهاب والاجرام في التمسك بالسلطة والحكم , ولكنهم لم يعرفوا بان مصيرهم في النهاية سيكون في مزبلة التاريخ , كما حدث لنهاية النازية والبعث . ومهما توغلوا في سلوكهم الشائن والبشع , في القتل والذبح والحرق , كلما اقتربوا من نهايتهم المحتومة اكثر من اي وقت مضى , ومصيرهم سيكون المكلل بالعار والانحطاط والرذيلة , ولعنات الضحايا والثكالى والايتام والمفجوعين , ستلاحقهم سواء كانوا احياء ام اموات , مهما كان انتقامهم او حقدهم الاعمى المتهور على الثقافة والعلم والحضارة , او انهم يتوهمون بشطط جنونية متخلفة ومتعجرفة بالغباء والسذاجة , بان الجهل والتخلف والشعوذة والانحطاط , سيقودهم الى النصر المبين . لاشك ان افدح المصائب تكمن في انحطاط العقل بارذل صورة من وحشية بهيمية , في السلوك الاخلاقي الشاذ والسادي , لذلك يحاولون بكل الطرق , خنق المنافذ العلمية والثقافية والفكرية , لانها يعتبرونها عدوتهم اللدود , بذلك قاموا بحرق اكثر من 100 ألف كتاب جمعوها من المكتبات الثقافية في محافظة الانبار , وكما فعلوا سابقاً في الموصل بحرق الآلآف الكتب ,امام انظار المواطنين . وتحولت هذه ثروات العلمية والثقافية الى رماد اسود , في احتفال بربري , يؤكد بانهم ضد قيمة الموروث الثقافي والعلمي والحضاري , ان هذه الاعمال النازية البشعة , تقربهم اكثر من النهاية والزوال والهزيمة . وان مصيرهم لن يفلت من العقاب ولعنة الناس والتاريخ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat