كيف نقرأ التأريخ؟!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل يُقرأ التأريخ مسطورا؟
ثلاثة عناصر يجب أن تتفاعل للوصول إلى قراءة تأريخية موضوعية ذات قيمة معرفية وإعتبارية , وهذه العناصر هي المكان والزمان والإنسان.
فلا يمكن القول بقراءة سليمة للتأريخ بالإعتماد على واحد منها فقط.
وما تعودنا عليه هو أن نقرأ المكتوب وحسب , ونضع ما كتبه السابقون كتعبيرعن وجهة نظر , أو ربما إتخذوا من ذلك حرفة أو صنعة للعيش , فهم يكتبون وفقا لآليات ترويج بضاعتهم وبيعها بثمن أغلى!!
هكذا تبدو بعض الكتابات وكأنها بضائع معروضة للبيع على "سكلة" زمانها!!
ولهذا فأن الكثير من المطروح منها لا يهدف إلى الحقيقة وإنما الرواج والبيع وقبض الأثمان , ولا بد أن تكون كتاباتهم بضاعة ومنهجهم كمنهج الشعراء الذين يبيعون بضاعتهم مزوقة بألوان المديح وفنونه , أي أنهم يتكسّبون بما يكتبون , ولا حرفة عندهم للعيش سوى ما تخطه أقلامهم.
والتكسّب بالقلم معروف , كما هو الحال في الشعر على مر العصور ولايزال.
وفي عصرنا الحالي نجد الكثير من الأقلام المتكسّبة , التي لا يعنيها سوى ترويج بضاعتها والحصول على أكثر ما تستطيعه من المال بواسطتها.
وهذا يعني , أن الإعتماد على المكتوب فقط يتسبب في الإبتعاد عن الحقيقة والموضوعية والمعرفة الصادقة الصائبة , وعليه فلا بد من إقران المشاهدات المكانية والتواصل مع إنسان المكان لكي يتحقق الإدراك المعرفي السليم.
وكثيرا ما يبدو التناقض واضحا وشديدا بين المكتوب على السطور والموجود فوق التراب , وما يحمله الإنسان في ثقافته وسلوكه المتوارث عبر الأجيال.
فليس من الصحيح الإعتماد على الكلمات , وإهمال الآثار والعمارة وما تقدمه لنا التنقيبات من شواهد حية عن نشاطات أهل ذلك الزمان , وإنما يجب وضعها جميعا في وعاء واحد , وإستخلاص ما يمكن إستخراجه من سلافة عصرها.
وهذا المنهج التأريخي العلمي التفاعلي , تسير عليه الدراسات التأريخية المعاصرة , التي تصل ببحوثها المتكاملة الميدانية والإنسانية إلى حقائق معرفية ذات قيمة حضارية متميزة , ذلك أن الحجارة تتكلم , والمكان له أبجدياته المسطور بها الكثيرعما كان يقوم به الناس في أي زمان , ولذلك يتوجب الجمع والتفاعل , وليس القطع أو الفصل والتنافر.
وفي إدّعاءاتنا التأريخية الكثير جدا من التناقضات والإفتراءات , التي تسببت فيها مناهج العزل والتخندق في نفق قال فلان وذكر علان!!
فهل سنقرأ تأريخنا بمناهج معاصرة التوجهات والتطلعات العلمية والبحثية الرصينة , وبأبعادٍ ثلاثية النظر , أم سنبقى في معتقلات الترويج والتكسب والإحتراب وأصفاد قال وذكرَ؟!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي

هل يُقرأ التأريخ مسطورا؟
ثلاثة عناصر يجب أن تتفاعل للوصول إلى قراءة تأريخية موضوعية ذات قيمة معرفية وإعتبارية , وهذه العناصر هي المكان والزمان والإنسان.
فلا يمكن القول بقراءة سليمة للتأريخ بالإعتماد على واحد منها فقط.
وما تعودنا عليه هو أن نقرأ المكتوب وحسب , ونضع ما كتبه السابقون كتعبيرعن وجهة نظر , أو ربما إتخذوا من ذلك حرفة أو صنعة للعيش , فهم يكتبون وفقا لآليات ترويج بضاعتهم وبيعها بثمن أغلى!!
هكذا تبدو بعض الكتابات وكأنها بضائع معروضة للبيع على "سكلة" زمانها!!
ولهذا فأن الكثير من المطروح منها لا يهدف إلى الحقيقة وإنما الرواج والبيع وقبض الأثمان , ولا بد أن تكون كتاباتهم بضاعة ومنهجهم كمنهج الشعراء الذين يبيعون بضاعتهم مزوقة بألوان المديح وفنونه , أي أنهم يتكسّبون بما يكتبون , ولا حرفة عندهم للعيش سوى ما تخطه أقلامهم.
والتكسّب بالقلم معروف , كما هو الحال في الشعر على مر العصور ولايزال.
وفي عصرنا الحالي نجد الكثير من الأقلام المتكسّبة , التي لا يعنيها سوى ترويج بضاعتها والحصول على أكثر ما تستطيعه من المال بواسطتها.
وهذا يعني , أن الإعتماد على المكتوب فقط يتسبب في الإبتعاد عن الحقيقة والموضوعية والمعرفة الصادقة الصائبة , وعليه فلا بد من إقران المشاهدات المكانية والتواصل مع إنسان المكان لكي يتحقق الإدراك المعرفي السليم.
وكثيرا ما يبدو التناقض واضحا وشديدا بين المكتوب على السطور والموجود فوق التراب , وما يحمله الإنسان في ثقافته وسلوكه المتوارث عبر الأجيال.
فليس من الصحيح الإعتماد على الكلمات , وإهمال الآثار والعمارة وما تقدمه لنا التنقيبات من شواهد حية عن نشاطات أهل ذلك الزمان , وإنما يجب وضعها جميعا في وعاء واحد , وإستخلاص ما يمكن إستخراجه من سلافة عصرها.
وهذا المنهج التأريخي العلمي التفاعلي , تسير عليه الدراسات التأريخية المعاصرة , التي تصل ببحوثها المتكاملة الميدانية والإنسانية إلى حقائق معرفية ذات قيمة حضارية متميزة , ذلك أن الحجارة تتكلم , والمكان له أبجدياته المسطور بها الكثيرعما كان يقوم به الناس في أي زمان , ولذلك يتوجب الجمع والتفاعل , وليس القطع أو الفصل والتنافر.
وفي إدّعاءاتنا التأريخية الكثير جدا من التناقضات والإفتراءات , التي تسببت فيها مناهج العزل والتخندق في نفق قال فلان وذكر علان!!
فهل سنقرأ تأريخنا بمناهج معاصرة التوجهات والتطلعات العلمية والبحثية الرصينة , وبأبعادٍ ثلاثية النظر , أم سنبقى في معتقلات الترويج والتكسب والإحتراب وأصفاد قال وذكرَ؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat