الاثر النفسي في التوقيع الشخصي
د . حاتم عباس بصيلة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حاتم عباس بصيلة

لا شك ان للخطوط والاشكال تعبيرات نفسية يمكن الاستفادة منها عندما يريد الباحث الاجتماعي ان يدرس شخصية ما في عالم الابداع والجمال وعالم النفس التي لا يمكن ان ننتهي من تصويرها لأنه عالم لا يحد ولا يمكن التكهن بصورته كون صورته متحركة غير ثابتة !. ولقد اثارني اعتراض احد الموظفين على توقيع خاص لي ارتأيت ان يكون سهلا من ناحية ومن ناحية أخرى اعتمدت التعبير عن فلسفتي الخاصة عن هذه الحياة المقلوبة في مقاييسها فكان التوقيع يشبه حركة ساق تضرب العالم (جلاقا) تشكيليا ان صح التعبير !! ولا شك ان الامر يثير الضحك والسخرية وهو تعبير نفسي عما لحق بالمبدع الخلاق من ازمات ارتأى التعبير عنها بهذا الاسلوب الجمالي المفجع والمثير للفكاهة والترفيه معا !! ومع هذا فان الامر مثير للتحدث عن الاشكال والخطوط في التواقيع الشخصية فالشخصية التي توقع بخطوط معقدة اقرب الى مجموعة من الخيوط المتشابكة كما هي خطوط (الوايرات ) في المولدات انما هي اقرب الى الحياة المعقدة التي لا ترضى بشيء من الآخر مهما كان الآخر بسيطا في التعامل معه اما صاحب التوقيع القريب من الشكل الدائري فانه اقرب الى الروح المرحة والبسيطة والتي تنظر الى الحياة نظرة متفائلة متحركة ذات طاقة وحيوية كما هي الحياة اما التوقيع القريب من اشكال المثلث فإنها تكون اقرب الى روح العظمة في حالة المثلث برأس اعلى ويكون اقرب الى الروح الوجدانية والعاطفية الحسية حين يكون الامر بالمقلوب !! وتكون الشخصية ذات طابع روتيني غير مبدع في الحياة ولا في السلوك الوظيفي وتكون التواقيع بخطوط مائلة اقرب الى الروح الجمالية بصورة نسبية تختلف من شخصية الى اخرى وقد تميل الشخصية التشكيلية الى التمتع بالتوقيع وكأنه لوحة فنية صغيرة جدا حتى يتمتع بها من اراد الغوص في عالم الجمال الخفي الذي لا يشعر به الا فنان او شاعر مرهف الحس والوجدان بحيث تؤثر به ابسط الاشياء من الاشكال والخطوط والحركات المتموجة لتلك الخطوط بينما الشخصية التي تخاف فان خطوطها اقرب الى التكسر الموحي بالخطورة والخوف والقلق والارتباك
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat