صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

غابُ الدنيا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



العلاقات ما بين الأمم والدول في الدنيا ومنذ الأزل , يحكمها قانون الغاب الذي خلاصته القوي يفترس الضعيف.

والمخلوقات الضعيفة المستهدفة تعلمت العيش في قطيع وتوارثت ثقافته وقوانينه فحافظت على بقائها وتواصلها إلى اليوم , كالغزلان والأبقار وغيرها من المخلوقات التي تكون عرضة للإفتراس.

وبعض المخلوقات المُفترسة تعيش في مجاميع لتتعاون على مهاجمة القطيع , والإنفراد بأحد أعضائه والإطباق بأنيابها على عنقه وإخماد أنفاسه.

وحياة القطيع تعني الإتحاد والعمل على تحقيق مصلحته , وحمايته من الهجمات والصولات الإفتراسية.

وبعض الدول والمجتمعات قد تحولت إلى فرائس سهلة لأنها ما عرفت الإتحاد , وإنما المجاميع المُفترسة قد نجحت في تدمير إرادة إتحادها , ومنعها من وعي أهمية ثقافة القطيع وسلوكه الجماعي المحافظ على كيانها وسلامة بقائها.

وهذذه المجتمعات والدول أبتليت بأنظمة حكم ساذجة ومغيبة عن الوعي , لأنغماسها في ملذات الكراسي ومعطياتها الآنية , التي أسكرتها وقطعتها عن ذاتها وموضوعها.

فترانا أمام دول تريد الآخرين أن يسلحوا جيوشها ويبنوا كيانها , وهي تعتمد عليهم بالكامل والمطلق , وتعبيرا عن سذاجتها الفائقة وتبعيتها المفرطة , فأنها حسبت القوى الإقليمية والعالمية ستكون عونها وحامية حماها , وتناست أن الفريسة عندما تقع بين أنياب المفترسين , لا تتلقى إلا غرزات الأنياب في بدنها التي تسعى لتمزيقها إربا إربا.

وهذا يعني أن أحوال هذه الدول والمجتمعات سيكون ممزقا ومتواصل النزيف , لأن القوة المُفترسة تبحث عن إلتهام فريستها , والتمتع بطعم لحمها وتحرير طاقتها لتنمية قوتها وجبروتها.

ولا خيار أمام هذه المجتمعات والدول إلا أن تعود لنفسها وتتحد , وتكون قوة جماعية جامعة تدين بعقيدة المصالح المشتركة الوطنية والجمعية , لكي تقف على أقدامها وتتحد لمواجهة صولات الإفتراس الضارية , أما إذا بركت واستسلمت وحسبت المفترس منقذا , فأن عليها أن نقرأ الفاتحة على وجودها وتغيب وتنقرض.
فهل وجدتم قوة مُفترسة تفكر بغير الإفتراس؟!
وهل وجدتم أسدا لا يفكر بغرز أنيابه في عنق غزال إنفرد به؟!
تلك بديهيات سياسة وقوانين تفاعلات ما بين الأمم والدول , ولا يخدعنكم مفترس يرتدي اقنعة التضليل فيتثعلب ويرديكم في حبائل مكره الشديد!!
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/30



كتابة تعليق لموضوع : غابُ الدنيا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net