مؤتمر أربيل ومؤتمر المصالحة..الأولوية لمن؟
ضياء الشمري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ضياء الشمري

يرى متابعون للشأن العراقي انه لاجدوى تذكر من التهيئة لإنعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لعقده السبت تحت رعاية الحكومة العراقية، وان مؤتمر أربيل لمكافحة الارهاب والتطرف وما صدر عنه من مقررات مهمة ، كان أكثر جدوى وأقرب الى تحقيق مطالب المكون العربي السني من مؤتمرات مصالحة وطنية أثبتت الاحداث انه لاجدوى من انعقادها.
ويستند هؤلاء المتابعون في تحليلاتهم بشأن أهمية مؤتمر أربيل الى ان الظروف التي يمر بها ابناء المكون العربي من هيمنة داعش على محافظاتهم والتاكيد على اصدار قرارات مهمة مثل قانون الحرس الوطني والعفو العام والمساءلة والعدالة هي أكثر الحاحا من موضوع المصالحة الوطنية ، التي لم تحل أي من المؤتمرات السابقة منها حتى رجل دجاجة من خلال مقرراتها، وتم تسويفها وكانت مهرجانات احتفالية بروتوكولية اكثر من كونها مؤتمرات لاغرض التطبيق.
ويعزز هؤلاء المتابعون وجهة نظرهم بشأن عدم جدوى انعقاد مؤتمر المصالحة الوطنية الى ان قوى التحالف الوطني تصر على عبارة ثبتت الاحداث انها تقف عقبة دون تحقيق تلك المصالحة بالادعاء ان المصالحة لايمكن تحقيقها مع القتلة والمجرمين والارهابيين، وتعني بها قطاعات واسعة من ابناء المكون السني صدرت بحقه قطاعات منه قرارات جائرة ، مايؤكد استحالة ان تحقق مؤتمرات المصالحة الوطنية مديات ايجابية لعدم وجود رغبة في المصالحة بحجة عودة البعثيين ، والسماح للارهابيين بأن يمارسوا حريتهم حسبما يتم تصويره ضمن المطالب امام جمهورهم، الذي يعبئونه بكل التوجهات التي ترفض أي نوع من المصالحة مع المكون الآخر تحت التبريرات نفسها التي كانت قد سيقت ضمن توجهاتهم المغرضة قبل سنوات.
ويضيف هؤلاء المتابعون الى ان المكون العربي يرى في جماعات سياسية كثيرة انهم هم القتلة والمجرمون ومن عرضوا مستقبل الشعب العراقي لمخاطر بانتمائهم الى جهات اقليمية لاتريد خيرا للعراق، وانهم هم من ينظر اليهم على انهم خطوط حمر لايمكن ان تمتد الايادي اليهم لمصالحتهم، ولهذه الاسباب فأن أساس أي مؤتمر للمصالحة محكوم عليها بالفشل مقدما، لأن تبريرات كل طرف ضد الاخر من حيث توجيه الاتهامات تكاد تكون متقاربة، ولهذا فأن مهمة الحصول على ( مكاسب ) من وراء انعقاد مؤتمرات للمصالحة هي كمن يبحث في التراب عن قشة بين اكوام الرمل وحباتها التي لايمكن ان تصل في يوم ما الى نتيجة.
ويعود هؤلاء المتابعون لتاكيد حقيقة ان ظروف هجمة داعش على محافظاتهم وظروف الاعتقالات المتعددة الاشكال والألوان والتظلمات الكبيرة من امتدادات قانون المساءلة على المشاركة في السلطة واسترداد الحقوق هي المهمة، وربما كان من المفترض ان يكون عنوان مؤتمر أربيل بحاجة الى فقرة لمهمته الاساسية وهي مكافحة الارهاب والتطرف واستعادة الحقوق، كون المؤتمر كرس اصلا لتحقيق مطالب المكون العربي وبخاصة في ظرف عصيب تتعرض فيه محافظات المكون العربي الى الاحتلال على يد داعش ما يتطلب البحث في اليات لانقاذ هذه المحافظات من محنة احتلالها، لكون الحكومة لوحدها وكذلك قوات الجيش غير قادرة على استعادة تلك المحافظات، كما ان ابناء تلك المحافظات لديهم نفور من بعض ممارسات الحشد الشعبي التي رأوا فيها انهم ازاء ممارسات ربما تفوق داعش في ظلمها وجورها ، ولهذا يبقى مؤتمر أربيل اكثر اهمية وجدوى من مؤتمر يتم الاعداد له تحت عنوان المصالحة الوطنية، التي باتت عنوانا مهلهلا ليس لديه القدرة على ان يحقق شيئا ولو في حده الادنى، ما يؤكد ان مؤتمر اربيل هو الاكثر قدرة على تحقيق مطالب المكون العربي وليس مؤتمر كمؤتمرات المصالحة الوطنية، التي سئم الكثيرون من نتائجها، وبقيت حبرا على ورق وهي كمن يغلي حصى عله يبلغ مراده في ان يلين يوما، دون جدوى.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat