صفحة الكاتب : واثق الجابري

شهادة على جدار
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شيء مهم أن نعرف البداية؛ ولكن الأهم معرفة النهايات، وخواتم ما آل له الواقع العراقي، والبحث بجدية عن أسباب التراجع في كل المجلات؟!ّ
فهمنا لا ينتهي بقبول النتائج، وبذاك نصبح أداة طيعة، تميل حيثما يشتهي من أمسك بزمام رقابنا؟!
حياة ليست تجربة ولا نظرية تفندها العلوم المتقدمة عليها، وللإنسان عقل في وطن بلاءه وجود الخيرات تحت أقدام مواطنيه، وهو مكبل ولقمة عيشه تسرق أمام انظاره من أفواه الأطفال؟!
الوجود في أرض الوطن عميق مع أول إشراقة للشمس، وجذوره تمتد وترتوي بمياه رافديه اللّذان جلبا الخيرات والعناء، وصارت أرضه ساحة تتكالب عليها ذئاب بشرية، تنفتح شراهتها كلما إتخمت بالمال، وشيدت قصورها على قبور المظلومين، وإرتفعت الكروش من قضم عظام الجياع، وإنتفخت الجيوب من التجارة بأبناء الوطن؟!
جريمة كبرى أن يطرأ على السياسة( حرامي الدجاج)، وتعساً للصدفة التي ساقته للزواج من بنت حافي صار مسؤول؟! فدخل زوراً وأصبح من لا يملك شهادة ولا تاريخ ولاأرث، هو من يتحكم بمشاريع نهب الإعمار وإعمار النهب؟! كيف نرتضي أن يحكم المؤسسة من يستجدي الأصوات بالبكاء كذباً على مأساتهم، ويجعل من رقابهم سلم للإبتعاد عن مدنهم المحرومة.
وصلتني كثير من الرسائل تشكو مشكلة مخلفات سوء السياسة، وضيق أفق النظر الى مستقبل البلاد، تشكو هم شباب أكملوا الدراسة الجامعية وبعضهم شهادات عليا، مهندسين ومدرسين وشهادات آخرى، لم يجدوا في بلدهم إلاّ أحد هذه الطرق؛ أما ( العمالة) وإنتظار الموت المتجول الذي يبحث عن صدور مفتوحة، أو التكسي وتحمل مشقة الأزدحامات وتزاحم الشباب، فما كان سوى التطوع بصفة شرطي في وزارة الداخلية.
هؤولاء الشباب اليوم فائضون عن حاجة الوزارة، وعليهم إالقاء شهاداتهم في ماء تعكر بأنانية السياسة، وقبح المحسوبيات، وغدر الفاسدين، وعلى متفترق طرق، تحويلهم على الوزرات حسب الإختصاص، أو إدخالهم دورات لترقيتهم الى ضباط، لكنهم وجدوا الرتب العالية محجوزة للمزورين والبعثين؟!
كل الدول تقدر المجهود العلمي وأن كان بسيطاً، والإسلام إعتبره فريضة على كل مسلم، إلاّ في العراق فقد إمتطى المسؤولية أميوا الإنسانية والوطنية والأخلاق؟! وقد إرتضوا لأنفسهم تسمية بائع الدجاج فخامة الحاج، وفرضوا على المتعلمين وضع الشهادات على جدار وطن أكله الفساد، وينهال غباره على رؤوس مواطنيه، وبين الحين والآخر تطل عليهم رؤوس نياب الأفاعي ومخالب العقارب؟!
نتائج ما وصل له العراق، هو حتمية تخطيط مدروس في أروقة تريد بناء مجداً من لقمة أعزاء إذلوا في وطنهم؟!
التراجع خلال السنوات الماضية، هو مؤامرة داخلية، أُريد منها إمتداد الولاية الأبدية، وأن يصعد على ظهور الرجال أشباهم، ومن وصلوا الى سدة القرار بأباء زوجاتهم، وقرروا نهب العراق وصناعة أبواقهم من جلود شباب دفعوا لوطنهم زهرة حياتهم، لكنه التاريخ سوف يسجل ويقول أن شهادتكم ستعلق في صدر تاريخ الوطن، وتُعلق أجساد الحثالة على جدار مزابلهم؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/25



كتابة تعليق لموضوع : شهادة على جدار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net