لاتصدقوا كذبة "ان العراق هو اغنى دولة في العالم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما ان تحدثت يوما الى انسان عراقي"الجميع تقريبا" عن ثروات العراق حتى ابتدا كلامه بان العراق هو اغنى دولة في العالم"ويقصد هنا الغنى الاقتصادي"..نحن كعراقيين نحفظ هذه الجملة ونرددها وكانها قد كانت نشيدا يدرس عندنا في المدارس!

اما الحقيقة التي تلامس واقع العراق فهي ان العراق هو واحد من افقر دول العالم وفي كل المجالات تقريبا..فالعراق بلد فقير اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وانسانيا ,بل وحتى اخلاقيا"واقصد هنا الفساد الاداري الذي اشتهر فيه العراق".. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.

ففي المجال الاقتصادي نجد ان واردات العراق المالية والتي تعتمد على النفط بنسبة 90% وعلى باقي المجالات الاخرى بنسبة 10 %, هي لاتزيد عن واردات دولة صغيرة في اوربا مثل النرويج اوالسويد اوالدنمارك او حتى ايرلندا..الخ, مع العلم ان عدد سكان العراق يزيد عن عدد سكان كل هذه الدول مجتمعة.

ولو قارنا دخل الفرد العراقي بدخل اي فرد من هذه الدول لعرفنا ان الشعب العراقي هو واحد من الشعوب الفقيرة في العالم ,ولوجدنا فجوة كبيرة بيننا وبين تلك الدول تحتاج لعشرات السنين لردمها..هذا اضافة لفجوات اخرى مثل التامين الصحي او المستوى التعليمي ..الخ.

اما عن المجال العلمي فحدث ولا حرج"كنا وما زلنا وسوف نبقى متاخرين",واجزم بان العراق سيبقى فقيرا في هذا المجال لعصور قادمة..فالكل "تقريبا" يجري وراء الشهادات وبكل الطرق "المشروعة وغير المشروعة" من اجل وضعها على الجدران او من اجل وضعها على اوراق الترشح للوظائف الحكومية لا اكثر, وهذا ما يمكن ما يسمى بمرض الشهادات..حتى ان اغلب سياسيو العراق حصلوا على شهادتهم العلمية بعد دخولهم للبرلمان او بعد تسلمهم للمناصب السيادية دون تعب او عناء..وبمثل هؤلاء السياسيين لايمكن ان اتنبأ باي تقدم علمي سيحصل في العراق.

اما من الناحية الانسانية فمازال الانسان العراقي بلا اي حقوق وخاصة المراة والطفل واصحاب الاحتياجات الخاصة..وما زلنا كعراقيين نقدم الدين والقومية على الدولة في تصرفاتنا اليومية,وهذا التقديم يساهم في اعاقة تقدم الدولة انسانيا.

اما من الناحية الاخلاقية,فالعراق يعد في مصافي الدول الصانعة والمصدرة للفساد! ,والفساد مثل "الرشوة" اصبح جزء لايتجزء من ثقافتنا,ولا يشعر الناس"الذين يرشون او يرتشون" بالخزي لممارسة مثل هذا العمل المشين,لانه قد اصبح جزء من الممارسات اليومية التي تسهل حياتهم وتحميهم من اضطهاد وتعسف موظفي الدولة.

اهم مراحل العلاج هو عدم الخجل من البوح بالمرض ,ومن ثم تشخيص المرض بدقة ومعرفة انسب الطرق العلاجية له..وهذا ينطبق على علاج الدول المصابة بمرض التاخر لاسباب ثقافية ايضا.

وشكرا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/16



كتابة تعليق لموضوع : لاتصدقوا كذبة "ان العراق هو اغنى دولة في العالم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net