حقيقة السيد كمال الساعدي كما شاهدتها ..
صاحب ابراهيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صاحب ابراهيم

شاءت الصدف أن أكون في العام قبل المنصرم احد طلاب الدراسات العليا جامعة بغداد ويكون السيد كمال الساعدي أيضا طالباَ في الدراسات العليا معي ، ولكن كل واحداَ منا كان في اختصاص يختلف عن الاختصاص الأخر، فأنا طالب دراسات عليا في قسم علم النفس والسيد كمال الساعدي كان طالبا في الدراسات العليا في قسم الاجتماع ، وكما تعلمون أن الدراسات تقسم إلى قسمين منها سنة تحضيرية يتوجب على الطالب أن يكون موجودا لعاما دراسيا كاملا في القسم ، يتواجد بشكل مستمر لأخذ الدروس المخصصة من قبل الأساتذة وبعدها أي بعد انتهاء السنة التحضيرية يتفرغ الطالب لإكمال كتابة الرسالة / الأطروحة .
ليست لي علاقة بالسيد كمال ولكنني كنت متابعاَ جيداَ لتصرفاته ولإشباع فضولي كنت أحاول أن أقارن بينه وبين من كان في زمن الطاغية طالباَ وهو قريب من الطاغية سواءٍ كان من أقرباءه أو من المقربين له ، حيث سمعنا وشاهد اغلبنا التصرفات المخزية التي كان يتصرفها من كان قريباَ من الطاغية مع بقية الطلاب أو حتى مع الأساتذة حينها وكيف كانوا لا يحترمون حتى الأساتذة وكنا نتحاشى الاقتراب منهم متعاملين معهم من مبدأ ابعد عن الشر .
فضولي دفعني إلى أن أتحرى سيرة السيد كمال الساعدي ومحاولة المقارنة الواسعة بين من كان في السابق ومن كان في الحاضر، ولكنني تفاجئت حينما وجدت السيد كمال الساعدي رجلا بسيطاَ لدرجة لا يتوقعها أحدا فهو بسيط في ملبسة في كلامه في متابعته للأصدقاء والطلاب في حرصه وانتظام حضوره قبل كل الطلاب إلى القسم في متابعة الطلاب والسؤال عنهم إن تغيب احدهم ، وحتى علاقته بالأساتذة كانت لا تتجاوز علاقة الطالب مع الأستاذ دون أي غرور أو تكبر أو مجادلة فارغة في قاعة المحاضرات ناهيك عن دخوله للحرم الجامعي وحده دون أي فرد من حمايته الشخصية ، يسير بهدوء يحترم الصغير والكبير على حدٍ سواء ، يتفقد الكل يدخل أول طالب للقسم ويخرج آخر طالب لا يحاول أن يستغل موقعه السياسي والوظيفي مطلقاَ ، حاله حال ابسط طالب في الدراسات العليا ومن كل النواحي حتى في ملبسه كان بسيطاَ .
ليست لي علاقة مع السيد كمال ولا يعرف حتى اسمي ولكنني أتوقع ولست متأكدا إن شاهدني يتذكر إنني طالب دراسات في قسم علم النفس وهو القسم المقابل لقسمه في الجامعة .
استمرت السنة التحضيرية من الشهر العاشر 2009 وحتى نهاية الشهر السادس 2010 وطيلة هذه الفترة لم اسمع أو أرى أو اشعر بتصرف صدر من السيد كمال الساعدي فيه نوعاَ من الغرور أو نوعاَ من التكبر أو استغلالا ، وكما تعلمون نحن العراقيون نبحث عن أي ثغرة من هذه الثغرات حتى تكون حديثنا في البيت والشارع والمقهى ننتقد فيها من نريد أن ننتقده وما أكثر الانتقادات التي تنطلق من السنة العراقيين بحق أو بدون حق تجاه من يكون بموقع مهم سواء كان سياسيا أو رياضيا أو فنانا أو رجلا مهما ذو شان .
كنت مستغربا كيف يكون رجلا سياسيا بهذه الروح البسيطة والتفاؤل والوجه البشوش ومن المعروف عن العرب والمسلمين إن تسنم احدنا منصبا يرى نفسه أعلى شانا من الناس وتتثاقل الخطى وتتأخر الأجوبة وتكون النظرات فيها من الحدية الشيء الكثير ولكنني لم أجدها في شخص السيد الساعدي طيلة الشهور التسعة التي كنا نتواجد فيها بالجامعة ، وهذا يعني أن حقيقة السيد الساعدي هي قمة في البساطة والتسامح وكما معروف إن الإنسان لو أراد أن يظهر بعكس حقيقته فلا يستطيع أن يستمر لأيام دون أن نكتشف حقيقته ولكنني وجدته قمة في البساطة وطيبة لا توصف وهذا ليس كلامي وإنما كلام من كان قريبا منه سواءٍ من الطلاب أو الأساتذة أو الحرس الجامعي أو رئاسة القسم ورئاسة الكلية .
أتمنى أن يحذو ساستنا حذو السيد كمال الساعدي ويتصرفون بروح الإخوة في تعاملهم مع من كان في تماسٍ مباشر معهم حتى نقول فعلا إننا في زمن يختلف عن زمن ما قبل عام 2003.
alimwi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat