صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

سبايكر....هم في الوجدان ومسمار في القلب ...!؟
عبد الرزاق عوده الغالبي

  سبايكر، كلمة قاسية جدا على مسامع العراقيين الشرفاء وخصوصا الامهات....!؟              

هي لا تعرف حتى  قراءة حروفها لانها لا تحسن القراءة والكتابة اصلا ، فقد نزل عليها هذا الاسم ،الذي  تحيط به الغرابة و الرطانة من كل جانب ؛ قد يكون شيخا لقبيلة او ابن لعشيرة من عشائرنا ونحن لا نعلم ، تسعفه التركيبة الصوتية الغريبة عن مسامعنا فتخرجه من هذه الاديم  المزدحم بالتساؤلات والشكوك وتقذفه بعيدا عنا و لكن شره لا يزال ملتصق فينا كالوباء....! ما يخصنا نزوله كالصاعقة على رأسها مع انه لم يكن مألوفا لها  لكونه ليس  من الاسماء المنتشرة  في عالمها المختزل ؛ لم يغزو حقول هوية الاحوال المدنية  من  قرابتها و معارفها وحتى ابناء جلدتها عموما ، مع ذلك فهو جحيم وبلاء سماوي سكن مصيرها وصفر حياتها من العلائق وجعلها اكذوبة من اكاذيب العصر و منفضة اعقاب سكائر أهل السلطة والجبروت ، تقابل كل خبر اسود من غيث الاخبار النازلة عليها بغزارة بسيل من مآقيها التي اجدبت وجفت فبدلت ذلك بذكر الله والتسبيح باسمه عقب سفر وحيدها باحثا عن اسباب الرزق وحط به الرحال وسوء الحظ وملعنة الفقر تحت جنح مصيرها ومصيره المرطون هذا وبلائها القادم من السماء بلا موعد او اشعار مسبق  وضاع بين اسنان الغدر والرذيلة ولم يبقى منه سوى الذكر المؤلم والوقع الصاعق.....!؟
وبعد بحث وانتظار طويل يحبس الانفاس ويصعق القلوب ، جاء النذير صفر اليدين الا من رأس مطأطأ من اثقال الاسى والهم واهوال الغرابة والغربة والندم والاسف والحيرة التي سكنت ارض هذا البلد المبتلى ، جمعت كل اثقال الارض وكل منافض الشر وحثالاته في بودقة واحدة بتلك البقعة الزكية لتتصيد الخير وتشوه اسباب الله والتاريخ ، مكنتها ايادي قذرة  و نفوس مريضة قد طالت قوتها وجبروتها منا و فينا برضى بنفسجي تحت اكذوبة بيضاء كسب عنوانها  التغير و مفردات غريبة – حرية ، ديمقراطية- لم تألفها مسامعنا من قبل دبقة جدا تجتذب جراد الارض وذباب المزابل ليحصد حقول الخبز ويزرعها موت وهلاك ويرويها دماء اطفالنا وشبابنا لكي يحصد ابليس واعوانه الافاقين والمأبونين غلة سومر وبابل واشور ويجفف منابع الصلاح والحب والتعايش في شريان مرابضنا الكريمة المعطاء وابهرينا دجلة والفرات ...... سرقت الفرحة من عيون الاطفال والبسمة من افواه الخلق تحت غضب الباسقات التي تغلظت اعصابها ولم تحتمل ما يحدث فهبت تقاتل تلك الغيوم الملبدة بالعتمة والسواد بسعفها المسلول , كمهند يمني....وسالت الدماء واستمر النزيف حتى صار طوفان....!
لم يبلغ تلك القمة الشامخة، التي تلفها عباءة الكبرياء والشموخ السوداء ، سوى رذاذ متطاير  من اخبار متناثرة  جمرات تحرق القلب و تقلب الوجدان على نار هادئة بشكل يومي مستمر حتى انقضت المدة الشرعية للفقدان الانساني وبدا النسيان يغزو  الاذهان و بدأت الذكرى  تمد يدها بهدوء وحرية  نحو الواقع لتسرق الحقائق وتزرع التصورات بديلا عنها ، انحسر المعارف والاقارب وغاب طرق الابواب من المشهد وساد الطبع والتطبع اديم الشارع واستمرت القلوب بالنبض الا قلب هضيمة ، فهي ام لا تنسى ابناءها ابدا ، استقر بها الزمن في  الشارع فوق ساعاته الاربع والعشرين ، التي لا تهادن التوقف ' تٍحدث المقبل والمدبر عن محنتها.... وترفع رأسها للسماء تشكو الله خسارتها التي لا عوض ما دامت سبايكر واشبالها لا تزال  باقية فينا .....الى ان تنجلي الرطانة عن فصاحتنا والهم عن قلوبنا بغياب الكذب والخيانة والنفاق....!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/09



كتابة تعليق لموضوع : سبايكر....هم في الوجدان ومسمار في القلب ...!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net