صفحة الكاتب : ميثم المعلم

الإمام الحسين كـنـز الإنسانية
ميثم المعلم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد منا الله علينا بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والسيدة الزهراء عليها السلام ، والإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، بكنز عظيم لا يقدر بثمن وهو عشق الإمام الحسين عليه السلام وولايته والارتباط به ، والتعلق بمنهجه وبفكره ، والقيام بإحياء ذكراه على مدار السنة وبالخصوص في أيام عاشوراء ، والتوجه إلى زيارته في كل مناسبة دينية من أجل تجديد البيعة له ، وتعميق الولاء والمحبة لقيمه ومبادئه ، والإخلاص إلى منهجه ، وتأكيدًا على إتباعه .

إن  هدف الإمام الحسين عليه السلام من ثورته المباركة هو بناء مجتمع  إسلامي  إنساني يقوم على أساس القيم النبيلة  والمبادئ الطيبة التي  تحقق العدالة والحرية لجميع الناس بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وألونهم وقبائلهم ومناطقهم  . فالنهضة الحسينية هي التجسيد الأمثل للقيم الإنسانية الخيرة في الحياة كالعدالة والتضحية والحرية والمساواة وذلك من أجل هدف عظيم وهو كرامة الإنسان وحريته .

لقد أطلق الإمام الحسين عليه السلام صرخته المدوية عبر التاريخ  لكل الأحرار في العالم  للدفاع عن القيم الإسلامية والإنسانية والمحافظة عليها  والتضحية من أجلها ، وتفعيلها اجتماعيـــًا وسياسيـــًا واقتصاديـــًا وتربويـــًا ، وتطبيقها على أرض الواقع من أجل سعادة  المجتمعات  الإسلامية والإنسانية والارتقاء بهذه المجتمعات  نحو التقدم والازدهار .

لذا أكد المؤرخون إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام أعظم ثورة إصلاحية  عرفها التاريخ البشري على سطح الكرة الأرضية لأنها أحيت  المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة ، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية.

وقد تأثر عظماء البشرية  ومفكريها وسياسيها بشخصية الإمام الحسين عليه السلام وسيرته العطرة ،، لأنهم وجودوا في ثورة الإمام الحسين الرفض المطلق  للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي والمناطقي ، ورأوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية ، والحرية الفكرية  ، والعدالة الاجتماعية ، والتسامح الديني ، والوفاء للقيم الإنسانية .

وها هو الزعيم الهندي غاندي اتخذ ثورة الإمام الحسين  عليه السلام قدوة ومثالا ً  لثورته فقال:  (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي إن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين )) .
وقال كلمته المشهورة : (( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومـًا فأنتصر ))  .

وقال الباحث الانكليزي جون أشر: ((إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي  )) .
وقال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: ((أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية، وقــُـتل في سبيل العدل بكربلاء ((.

وتميزت ثورة الإمام الحسين عليه السلام بأنها حملت مشاعل النور والهداية لكل الناس .  باسم الإمام الحسين عليه السلام اهتدى الآلاف  من النصارى واليهود والهندوس والبوذيين إلى نور الإسلام  ، لأنهم وجدوا في شخصيته المقدسة القيم الأخلاقية العالية كالرحمة  والرأفة والعطف  والعفو والمحبة  والصدق والشجاعة  والبطولة والتضحية من أجل الحق ،  ومن الأمثلة التي تدل على رحمة وعطف ورقة قلب الإمام الحسين عليه السلام كما جاء في السيرة الحسينية   بكاؤه على أعدائه يوم المعركة في كربلاء، وعندما سُئل عن بكائه قال عليه السلام : (( أبكي على هؤلاء، سوف يدخلون النار بسبب قتلي (( .

إن الإمام الحسين عليه السلام هو كنز الإنسانية وقلبها النابض ورمـزها الخالد ، ويوم عاشوراء هو درس لنا جميعــًا ومعين لا ينضب من العطاء نقتبس منه الدروس الإنسانية  والقيم الأخلاقية  التي لابد أن نتخذها مبدأً لنا في الحياة  لكي نعيش سعداء في الدنيا والآخرة .

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميثم المعلم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/04



كتابة تعليق لموضوع : الإمام الحسين كـنـز الإنسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net