صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

كوابيس كواتم الصوت
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تبعث الاوضاع الامنية في البلاد، ولاسيما في العاصمة بغداد على الكثير من القلق وعدم الاطمئنان للغد، فأنتشار ظاهرة الاغتيالات بكواتم الصوت، والتي تطال موظفين في دوائر ومؤسسات حكومية مختلفة تؤشر بوضوح الى وجود خطط منظمة ومبرمجة   تقف ورائها اهداف دقيقة.
   وهذا الامر يجعل من الصعب بمكان الحديث عن تحسن حقيقي في الاوضاع الامنية للبلاد، رغم انحسار، او انخفاض معدلات العمليات الارهابية بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة.
   وطبيعي ان المواطن العادي كما السياسي والمسؤول، يربط بين الاوضاع الامنية المرتبكة والمضطربة وبين بقاء الوزارات والمواقع الامنية العليا شاغرة وسط تجاذبات وتقاطعات سياسية تبدو حادة وكبيرة. اذ انه من غير المعقول اليوم ان نطالب بمالجات امنية حقيقية وشاملة، قبل التأكيد والتشديد على اهمية الاسراع بسد الشواغر، فالمواطن حينما يتوقف ويتأمل في الواقع الذي يعيشه، لابد ان يتذكر انه ذهب الى صناديق الاقتراع وادلى بصوته قبل اربعة عشر شهر على امل ان يطرأ تغيرا حقيقيا وملموسا في واقعه الحياتي، لا ان تقتله الحسرات وهو يشهد ويشاهد المناكفات والصراعات السياسية بين الشركاء على المواقع والمناصب والامتيازات تقابلها مظاهر غياب الامن والامان في الشارع.
  وربما لانذهب بعيدا حينما نقول ونؤكد ان ظاهرة البطالة وظواهر اجتماعية وسياسية من قبيل الفساد الاداري والمالي، يمكن ان تكون محركات وعوامل فعالة لبقاء الارهاب وعدم القضاء عليه، او في ادنى تقدير احتوائه وتحجيمه.
   واذا كانت المشاكل والازمات التي يرزح تحت وطأتها ابناء شعبنا العراقي متداخلة ومتشابكة الى حد كبير، فهذا يعني ان ظروف ومناخات ايجادها ونموها وانتشارها مختلفة ومتعددة، تبدأ من اكبر واهم واخطر الدوائر السياسية والمؤسسات الحكومية الى اصغرها، ليكون المواطن في نهاية المطاف هو الضحية.
   ومن دون شك لو وضع السياسيون مصالح البلد قبل مصالح احزابهم وطوائفهم واقاربهم وذويهم واتباعهم لما بقيت وزارات ومؤسسات شاغرة كل هذا الوقت، ولما استشرت البطالة واستفحل الفساد وسادت لغة كواتم الصوت في الشارع دون وزاع ولا رادع، ولما اهتزت ثقة الناس بالحكومة وبمن ينتظر منهم تغيير واصلاح واقع البلد.
24-4-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/25



كتابة تعليق لموضوع : كوابيس كواتم الصوت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net