دعوة ملحة الى علماء التاريخ
سليمان علي صميدة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سليمان علي صميدة

علم التاريخ من اخطر العلوم على الاطلاق . به تستطيع ان تفهم الماضي و تستوعب الحاضر و تقرأ المستقبل .و لم يتعرض أي علم لحملات التزوير و التحريف مثلما تعرض هذا العلم . و لم يخضع أي علم لتكنولوجيا الكذب مثلما خضع هذا العلم بحيث يمكن ان نقرر باطمئنان ان حقائق التاريخ الكبرى قد اصابها التحريف .
و كم يبدو صعبا ان تتصدى لتصحيح حقيقة ثبت عند الناس صحتها بينما التدقيق و البحث أثبت خطأها . و يصبح الامر شبه مستحيل اذا تعلق بالدين او بشخصية دينية .و في هذه الحالة تنصب عليك صواعق من الكفر و النفاق و التهديد بالقتل. و ردود الفعل هذه قد تكون اصدق دليل على حجم التحريف بحيث كلما كان التحريف مستفحلا كلما كانت ردود الفعل ضد تصحيحه قوية و مستفحلة .
و الفترة من حجة الوداع الى يوم السقيفة هي من أدق الفترات و اخطرها على الاطلاق . منها كان التاريخ المعروف على مدى 14 قرنا . و لو جرت الاحداث على عكس ما حدثت لتغيرت تلك القرون بالتمام بل لكان للكرة الارضية شأن آخر .
لقد اختلفت الروايات حول تلك القترة و تناقضت تناقضا فاجعا بحيث يمكن ان نقرر بأن معول التزوير و التحريف قد ضرب بقوة اذ لولا ذلك لما حدث الاختلاف و التناقض .
الدعوة ملحة الى كافة علماء التاريخ ان يعيدوا كتابة تلك الفترة ففيها الغاز وأحاجي تتجاوز المجهود الفردي .
الدعوة ملحة الى علماء التاريخ ان يدققوا و يبحثوا في ملابسات موت آخر رسول على وجه الأرض فالروايات متناقضة و متنافرة و تخفي كارثة بأتم معنى الكلمة .
و على علماء الدين أن لا يلبوا هذه الدعوة لأنهم لم يتصدوا لهذا الامر على امتداد 14 قرنا فلن يأتوا بالجديد و عباءة القداسة و تأليه البشر ستعمي أبصارهم و تحول بينهم و بين الوصول الى حقائق ثابتة بينما علماء التاريخ المحايدون بإمكانهم إثبات ذلك . و من الدين ما ينشر النور و من الدين ما ينشر الظلام اما العلم المحايد فشأنه الحقيقة فقط .
ان التكفيريين و الدواعش تعود بذرتهم الى تلك الفترة . و ما نعانيه اليوم من مصائب و كوارث مرتبط أشد الارتباط بتلك الفترة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat