صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

قوافل الفاتحين الى دمشق
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ماذا تفعل داعش في العراق غير نشر الرعب وهتك أعراض الناس ونهب وسلب الممتلكات العامة وإشاعة الخوف، العالم كله صار في محل الموافق على كل إجراء تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية للتخلص من الكابوس الذي ضرب الشرق الأوسط بكامله سواء بالوجود المباشر لداعش بالخوف الذي عم وإنتشر وسيطر على النفوس في كل بلدان العرب وصار حديث الإعلام العربي والغربي، وإنتفخت داعش بهذا الفعل لتكون حاكمة وتصنع دولة الخرافة التي يعرف المسلمون كيف يجرون خلفها بفعل الفراغ الروحي والفكري والضياع المسيطر على الجميع في امة مغيبة عن وعيها وعن مستقبلها الذي يكتنفه الغموض، ولايبدو من أفق لحلول ناجعة لمشاكل جمة تعترض طريق الأجيال العربية والمسلمة الصاعدة بيأس.

قامت داعش بدور مهم وحيوي لضمان عودة الولايات المتحدة والحليفات الغربيات الى العراق والشام فهي من جهة أضعفت الإسلام المعتدل مقابل الإسلام المتطرف والعنيف الذي تسوق له الدوائر الغربية ووسائل إعلام متماهية معها، وتصرفت بطريقة مرعبة هيأت الأجواء لتنسيق عال بين واشنطن وبعض العواصم الغربية وعواصم الخليج التي تريد إسقاط نظام بشار الأسد بكل وسيلة ممكنة، وحين إستشعرت فشل مشروعها الأول تعمد الآن الى تمتين التحالف الغربي بحجة حماية العراق من التطرف، والجميع يعرف إن الهدف سوريا والعراق ليس سوى المعبر الذي ستمر منه قوافل الفاتحين الى دمشق.

مهمة داعش إنتهت على مايبدو فالولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات أعدت العدة لبداية هجوم كبير تحسبت له من خلال التركيز على الضربات الجوية فقط دون القيام بهجوم بري لكن ذلك ليس مؤكدا فربما سيكون ذلك مدعاة لتدخل بري، أو عمليات خاصة برية تقوم بها وحدات عسكرية أمريكية وحليفة في الأراضي العراقية والسورية لهزيمة داعش وإحلال قوات الجيش الحر والمعارضة المسلحة من السعودية وقطر وتركيا عدا عن مشاركة البيشمركة والعشائر السنية وبعض القطعات من الجيش العراقي رغم عدم الثقة بها في مرحلة لاحقة.

هيأت داعش العالم العربي ليستقبل من جديد شكلا من أشكال الإحتلال غير المرضي عنه لكنه كالسم الذي يتجرعه الشخص مكرها وهذا ماسيحصل بالفعل مع العرب والمسلمين، وقد تكون إيران المتيقظة اول المتنبهينن للفخ الأمريكي ورفضت المساعدة لأنها تدرك اللعبة وعاضدتها روسيا وبمستوى من المستويات مصر التي لاتريد إنكسارا نهائيا لسوريا لأنها ليست ببعيدة عن مرمى النيران، بينما لايشكل الدخول الرسمي العراقي في المعادلة الجديدة مشكلة بالنسبة لقوى المقاومة والمجموعات الرافضة لهذا الوجود التي أعلنت أنها ستفعل كل شئ لتبيان موقف نهائي من الوجود الأمريكي الجديد.

نحن ننتظر حوادث مثيرة وماعلينا إلا أن نتقبل النتائج التي ستترتب حتما على التدخل الأمريكي القادم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/01



كتابة تعليق لموضوع : قوافل الفاتحين الى دمشق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net