صفحة الكاتب : واثق الجابري

نساء تزوجّن البنادق
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ((الأسد حين يخرج يبقى أسد سواء كان ذكر أو أنثى)) ( مثل كوردي)، حينما نذكر الأم العراقية الصابرة نقف خجلاً، وتتحشرج الكلمات في الأفواه لوصف تلك المرأة الصابرة السامية، التي رافقت الرجال في رحلات الجهاد ضد الطاغوتية، وتحملت المكابدة بفقد الزوج والأبن والأخ والأب، حملت تحت عبائتها المقدسة السلاح الى الأحرار، ونامت على الكتب والمراسلات حيث لا تغمض عيون رجال على أمانة ثقيلة كالجمرة بين الأضلاع.
الحرب الحديثة لم تعد بحاجة الى القوة والعضلات، والتعامل مع الأسلحة مجرد كبسة أزرار الكترونية، وإرهابيوا داعش يرتعبون من النساء، لأن جنتهم غير مضمونة بالقتل على يدهن، ومن الجبن عليهم ان يقتلوا على يد النساء.
أمثلة كثيرة في صبر العراقيين وشجاعتهم، إفتخرنا بشجاعة وصمود أمرلي، ونفتخر ببطولة وثبات الضلوعية، هنالك الرجال والنساء سجلوا أروع موقف الشجعان، التي تختصر حكاية نصر قادم، وخليط دم عراقي لطرد الغرباء مدحورين.
جبور مثال للعشائر العراقية الناصعة، وأمرلي مثل التأخي والصمود، وعشائر الجنوب النخوة والغيرة والحمية، وكردستان كالأسود على قمم الجبال، خلف رجالها العظماء نساء عظيمات، وإن كانت المعارك واجب الرجال، لم تتوقفن النساء من الدعم والإسناد.
حالة نادرة أن تحمل النساء سلاحاً للدفاع عن الأرض والعرض، أصبحت ظاهرة عامة بين نساء يشعرن بالفخر في شرف خدمة الوطن، لمنع التنظيم الإرهابي من التوسع، في كردستان وأمرلي والضلوعية، رفضن الإنصياع الى الفسوق والإنحطاط، حيث تتبرع نساء داعش بأجسادهن من مختلف الجنسيات للنكاح، من راقصات الراب ومومسات الملاهي وبائعات الهوى والمتسكعات على أبواب الحانات، والعابثات بفعل الرذيلة والإنحراف والشذوذ.
أسماء لا معة على وجه التاريخ، مثل أم مؤيد في الأنبار والشيخة أمية في ناحية العلم، وهازا وناهدة رشيد من كردستان، ومن الجنوب يفارقن الأكباد ويتحملن المكابدة، يعدَّنَ المعجنات والملابس والسلاح، عرفّن أن الهروب من المسؤولية الوطنية خيانة، يتهافتن على مراكز للتطوع وأخريات لإعداد الطعام وتجهيز المقاتلين وشد أزرهم، لم يطلبن الأجر حينما شعرن ان الوطن والشرف في خطر.
للبيشمركة تاريخ في قتال النساء منذ عام 1996م، وعاش العراقيات بصورة عامة حياة المطاردة والسجون والتهجير أبان حقبة النظام الدكتاتوري، دورهّن كان الإغاثة والتمريض، واليوم هنالك فوج نسائي من 500 مقاتلة مكلف بحماية عدة مناطق في السليمانية، أرسل قسم منهن الى بشير وتازة وفصيل أخر الى جلولاء وخانقين، وأخريات في الضلوعية وقبلها في أمرلي.
المؤمنون بهذا الوطن أكثر وأشجع من الّذين يطعنوه بالظهر، والإنحياز له ثبات لا تفكير بمصالح شخصية، والشجعان هم من يذكرهم التاريخ، فكيف اذا كانت النساء؟
عراقيات تزوجن البنادق وتدرعّن بالشرف والعفة، رافضات ان يَكُنَ سبايا بيد الوحوش، بأروع صور البطولة والإباء والشهامة، رضعن من دجلة والفرات وأرضعن الشرف والكرامة، أبيّات للضيم لا يقبلن أن يدنس شرف العراق بأحضان اللقطاء، إنهن نساء بمثابة الأسود، أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا من تركّن الخوف، لأن المعركة تحتاج الشرف لا تحتاج عضلات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/22



كتابة تعليق لموضوع : نساء تزوجّن البنادق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net